المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2025

حنين بلا وطن

صورة
    تمهيد لقصيدة "حنين بلا وطن " بقلم عدنان الطائي    في زحمة الأصوات، ثمة صوت داخلي يهمس... لا يسأل عن وجهة، ولا ينتظر جواباً . إنه الحنين، ذاك الزائر الأليف الغريب، الذي لا يأتي من مكان، ولا يرحل . ليس الحنين إلى بيتٍ أو شارعٍ أو صورة ... بل هو حنين إلى شعورٍ قديمٍ بالانتماء، إلى ظلّ الذات حين كانت تعرف ملامحها . في هذه القصيدة، لا يتّكئ الحرف على أرض، ولا يستند القلب إلى جدار . إنها كتابةٌ من داخل الفراغ — حيث يتحوّل الغياب إلى حضور، واللا مكان إلى كل الأمكنة . (حنين بلا وطن) ليست فقط قصيدة، بل بوصلة مكسورة في يد شاعرٍ يمشي في الريح، باحثاً عن وطنٍ قد يكون ... كلمة . حنين بلا وطن أكتبُ كي لا أتورّطَ في الذاكرة، فالذكرى مرآةٌ تُعيدني إلى ظلٍّ لا أعرفه . لم أعبر سوى هاويةٍ تتّسع كلما ظننتُ أني اقتربتُ من مخرجها .   أبوحُ لغيمٍ لا يمطر، لوطنٍ لم أسكنه سوى في الحنين . هويتي؟ صدى سؤالٍ يرتدُّ من جدارٍ لا صدى فيه . كلماتي طيورٌ مهاجرة لا تبحث عن عشّ، بل عن سماءٍ تحتملها   ورحلتي؟ دورانٌ في الريح، بخطوةٍ خافتةٍ لا تُحدث أثراً . ...

بين الله والإنسان: سفر البحث عن الحقيقة

صورة
بين الله والإنسان: سفر البحث عن الحقيقة في مرافئ الفكر الحائر بين قداسة الإيمان ودهشة العقل، يبدأ السفر الطويل نحو لحقيقة . نؤمن بما لا تدركه الأبصار، ونتساءل عما تضيق به المدارك؛ ففي المسافة الشاسعة بين الله والإنسان، تنبت الأسئلة، ويولد الإنسان الحقيقي حين يمشي على جسر متأرجح بين نور الإيمان وشك المعرفة . نهجي وفكري : إني أؤمن بوجود الله، الكائن المقدس الذي لا تدركه العقول، ولا تمسه التناقضات، فهو معصوم من الخطأ، ودونه كل مقدس زائف. ومن هذا الإيمان أنطلق إلى منهج علماني معتدل، يفصل الدين عن الدولة والسياسة، صونًا لقدسية الدين من دنَس المصالح البشرية .    أميز بوضوح بين الدين والتدين؛ فالدين، في جوهره، منظومة قيم أخلاقية إنسانية، قائمة على العدل والتسامح والمحبة، تتمحور حول الإيمان بكائن علوي لا تحدّه حدود . أما التدين (الفقه)، فهو تعبير بشري عن تلك القيم، يخضع لمبدأ التناقض والتفاوت، وينساب مع أهواء النفوس والعقول. لذلك يكون التدين أحيانًا انفعالًا نفسيًا معقدًا، تفرزه مكبوتات دفينة، ويتجلى أحيانًا في صورة تطرف فكري وسلوكي، مما يجعله عرضة للنقد والتفنيد، وهو ما يتجسد في ذه...

دعوة الى حل الحزب الشيوعي العراقي نفسه

صورة
دعوة الى حل الحزب الشيوعي العراقي نفسه من أجل حفظ شرف النضال... ولادة جديدة للنضال المدني اليساري ايها الأحرار، يا من خبرتم الألم، وعانيتم من الخيانة والخذلان والفساد والدمار، في لحظة فارقة من تاريخ بلادنا الجريح، وفي زمن طغت فيه الردة الطائفية، وهيمنت قوى الإسلام السياسي المتخلف، وتهاوت أحلام الحرية والعدالة تحت ضربات المال الفاسد والسلاح المنفلت اتوجه إليكم بنداء الضمير والمسؤولية التاريخية : ادعو وبكل وضوح إلى أن يحل الحزب الشيوعي العراقي نفسه طوعاً، وأن يحفظ تاريخه المجيد بعيداً عن التلوث والانحدار الذي فرضته عليه الظروف الراهنة . لقد كان الحزب الشيوعي العراقي، على مدى عقود، مدرسة للنضال الوطني والتضحية والفداء . قاتل من أجل العمال والفلاحين والمثقفين والنساء والمهمشين، ودفع ثمن مواقفه الشجاعة أنهاراً من الدماء وسنيناً من السجون والمنافي .    غير أن الواقع القائم اليوم ـ بكل ما فيه من انحطاط سياسي وأخلاقي ـ لم يعد يسمح بمواصلة العمل التقليدي ضمن أطر مشوهة ومختلة . لقد تم استهلاك الشعارات العتيقة، وتلاشى الفعل الثوري، وأصبحت المشاركة الشكلية في الانتخابات الفاسدة تعطي شر...
صورة
    رسالة مفتوحة : إلى الحزب الشيوعي العراقي — هل ضللتم طريقكم؟     في هذه اللحظة التاريخية الخطيرة التي يمر بها العراق، حيث استشرى الفساد، واستُبيحت السيادة الوطنية لصالح التدخلات الإيرانية والأمريكية، لم يعد السكوت أو التعايش مع النظام القائم خيارًا مقبولًا . ولهذا، أجد لزامًا علينا أن نوجه هذه الكلمة الصريحة إلى الحزب الشيوعي العراقي : هل كان خيار المشاركة في الانتخابات هو القرار الصائب؟    لقد ارتكب الحزب خطأً استراتيجياً كبيراً حين قرر الذهاب إلى صناديق اقتراع فقدت معناها الحقيقي منذ سنوات طويلة . الانتخابات التي جرت، وتجري، تحت حراب المليشيات وبأموال الفساد، ليست سوى مسرحية مكشوفة تعيد تدوير النظام العميل الذي يتغذى على خراب العراق ودماء شعبه . بمشاركة الحزب الشيوعي، مع كامل الاحترام لمبادئه الوطنية، تم منح شرعية مجانية لحكومة فاقدة للشرعية الأخلاقية والسياسية، ما سمح لما يلي أن يحدث : ترسيخ سلطة الأحزاب الطائفية العميلة لإيران وأمريكا . إضفاء غطاء قانوني على مشروع تزييف إرادة الشعب . ضرب الروح الثورية لدى جمهور كان ...

نداء إلى الحزب الشيوعي العراقي:

صورة
  نداء إلى الحزب الشيوعي العراقي : عودوا إلى الميدان... فالشعب ينتظركم ! يا رفاقنا في الحزب الشيوعي العراقي، يا أبناء الشعب المقهور ... أيها الأوفياء لقضية التحرر الوطني ... نقولها اليوم بلا تردد ولا مجاملة : لقد أخطأتم حين صدّقتم أن التغيير يمكن أن يُنتزع عبر صناديق اقتراع مدنّسة، وأن خلاص العراق يُباع ويُشترى تحت خيمة انتخابات تديرها المليشيات والعملاء ! ألم تروا؟ كل انتخابات مرّت منذ الاحتلال لم تكن إلا مسماراً جديداً في نعش السيادة العراقية ! كل دورة انتخابية أنتجت مزيداً من الفقر، والدمار، والخضوع للأجنبي ! فأيُّ قانون انتخابي هذا الذي ترضون بتثقيف الناس عليه، وهو مفصّل على قياس المفسدين؟ وأيُّ سجل انتخابي هذا الذي تُحدثون بياناته، بينما القتلة واللصوص يسرحون ويمرحون؟ وأيُّ صوت للناخبين، والرصاص والسلاح المنفلت يحكم الصناديق قبل أن يحكم المدن؟ إنكم، بمشاركتكم، تمنحون : شرعية زائفة لأحزاب عميلة سرقت البلاد وباعت العباد . غطاءً وطنياً زائفاً لنظام طائفي لا يعترف بالوطن ولا بالمواطنة . خنجراً في ظهر الثورة التي حلم بها الفقراء والمحرومون حين خر...

رسالة العراق الجريح إلى الحزب الشيوعي العراقي:

صورة
رسالة العراق الجريح إلى الحزب الشيوعي العراقي : يا من حملتم أحلام الفقراء، لا تكونوا جسراً لعبور الطغاة ! أيها الرفاق، يا من تغنينا بتاريخكم المضيء، يا من عشقنا فيكم انحيازكم للفقراء والكادحين، أين أنتم اليوم من دموع الأمهات، من أنين الجياع، من غضب الثكالى، من نداء الساحات؟ كنا ننتظر منكم أن تكونوا مع الشعب حين جاع، لا مع صناديق اقتراع باعته ! كنا نحلم بكم قادةً في الميدان، لا موظفين في سيرك الانتخابات ! اليوم، كل مَن يدخل إلى لعبة الانتخابات إنما يغسل وجه الطغاة بماء الطهر الكاذب ! كل مَن يقف على أبواب المفوضيات إنما يعطي الخونة شهادة براءة مزورة ! ألم تدركوا أن اللعبة الانتخابية قد صيغت خصيصاً لقتل أحلام العراقيين؟ ألم تروا كيف يُختطف الصوت الحر تحت تهديد السلاح والطائفية والمال الحرام؟ أين الوفاء للفقراء الذين ظنوا أنكم آخر قلعة صمود؟ أين أنتم من ثوار تشرين الذين قدموا دماءهم لأجل عراق بلا مليشيات، بلا فساد، بلا تدخل أجنبي؟ إن العراق لا يريد نشرات انتخابية، بل يريد صوتاً يصرخ بوجه الاحتلال والعملاء ! يريد مَن يقول: لا انتخابات مع السلاح ! يريد مَن يهتف: لا إصلاح ...

إهداء إلى القاصة نور المحترمة

صورة
  إهداء إلى القاصة نور المحترمة يا أنثى الحرف، يا سحرَ البيانِ يا نبض دهشتي، وموج كياني أدهشني حرفُكِ، يسري كضوءٍ ينساب في الأعماق، دون استئذانِ كيف ارتقيتِ الحرفَ، حتى سكبتِه عطرًا يذوبُ، ويوقظُ الوجدانِ؟ وكأنّكِ المعنى، بل أنتِ قصيدتي، أيقونةُ الزمنِ، في ظلِّ فنانِ أأنتِ كاتبةٌ، أم أنّ قدَر الهوى خطّ اسمكِ الوضاءَ في عنواني؟ كل الذي كتبتُه يتضاءلُ حين يرتقي حرفُكِ في وجداني وحروفُكِ الخضراءُ تُنبتُ دفئًا وتورقُ فوق السطر كالأغصانِ ردُّكِ حياةٌ، لقصائدَ أحرقتها رياحُ صمتي، وظمأ أيامي فدعيني أتمادى دون خوفٍ في وصفك البهيِّ بلا أوهامِ يا قمراً خُلِقَ من شذا الأضواءِ، يا امرأةً كساهُ الندى أحلامي توردَ القلبُ، وطافَ به الطربُ حين التقى حسنك في أيامي يا من كتبتِ الحسنَ في أوراقي وسرى الجمال بها كأنغامِ حرفُكِ عطرٌ، والمشاعرُ رقصةٌ تغفو النجومُ إذا ابتسمتِ بفاكِ عدنان الطائي