رسالة العراق الجريح إلى الحزب الشيوعي العراقي:


رسالة العراق الجريح إلى الحزب الشيوعي العراقي:

يا من حملتم أحلام الفقراء، لا تكونوا جسراً لعبور الطغاة!

أيها الرفاق،

يا من تغنينا بتاريخكم المضيء،

يا من عشقنا فيكم انحيازكم للفقراء والكادحين،

أين أنتم اليوم من دموع الأمهات، من أنين الجياع، من غضب الثكالى، من نداء الساحات؟

كنا ننتظر منكم أن تكونوا مع الشعب حين جاع، لا مع صناديق اقتراع باعته! كنا نحلم بكم قادةً في الميدان، لا موظفين في سيرك الانتخابات! اليوم، كل مَن يدخل إلى لعبة الانتخابات إنما يغسل وجه الطغاة بماء الطهر الكاذب! كل مَن يقف على أبواب المفوضيات إنما يعطي الخونة شهادة براءة مزورة!

    • ألم تدركوا أن اللعبة الانتخابية قد صيغت خصيصاً لقتل أحلام العراقيين؟
    • ألم تروا كيف يُختطف الصوت الحر تحت تهديد السلاح والطائفية والمال الحرام؟

أين الوفاء للفقراء الذين ظنوا أنكم آخر قلعة صمود؟

أين أنتم من ثوار تشرين الذين قدموا دماءهم لأجل عراق بلا مليشيات، بلا فساد، بلا تدخل أجنبي؟

إن العراق لا يريد نشرات انتخابية، بل يريد صوتاً يصرخ بوجه الاحتلال والعملاء!

يريد مَن يقول: لا انتخابات مع السلاح!

يريد مَن يهتف: لا إصلاح بظل الفاسدين!

يريد مَن يحمي أحلامه من براثن الطائفيين والانتهازيين!

كنتم، وما زلنا نأمل، أن تكونوا:

    • صوت الذين بلا صوت، لا صوت القانون الممسوخ.
    • راية الكرامة، لا بطاقة ناخب باهتة.
    • نار الثورة، لا رماد التنازلات.

يا رفاقنا،

لا تتركوا الميدان خاويًا، لا تخذلوا شعبًا وثق بكم، لا تبيعوا دم الشهداء بلحظة وهم انتخابي.

عودوا إلى حيث يجب أن تكونوا:

في الصف الأول للمواجهة... في ساحات التحرير... في أحلام الأحرار...

لا خلف طوابير انتخابات الفاسدين!

العراق يناديكم...

والتاريخ يكتب الآن...

إما أن تكونوا مع العراق، أو تنحازوا دون قصد إلى جلاديه!

المجد للثوار...

العار للخونة...

والنصر للعراق!

  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العربية واللغات الأخرى: تفوق لغوي أم تأثر متبادل؟

العنوان: بين العقل والعدم: رحلة فلسفية وعلمية لإثبات وجود الله

الإبراهيمية: بين دعوة التعايش ومشروع التطبيع