الرهيب التاج… رهافة الفكر وبهاء النقد

 

الرهيب التاج… رهافة الفكر وبهاء النقد

بقلم عدنان الطائي ... العراق

   هو ليس مجرّد ناقدٍ يقرأ النصوص، بل روحٌ تستشعر أنين الكلمة قبل أن تنطق، وتُصغي إلى ما تخفيه الحروف من نبضٍ ومعنى. في حضرته، يتجلّى الأدب ككائنٍ حيٍّ يُفصح عن أسراره، إذ يمتلك الرهيب التاج تلك البصيرة التي تُبصر بالعمق لا بالعين، وتستدلّ على الحقيقة من ومض الفكرة، لا من سطح القول. ناقدٌ متمرّس، جمع بين الفلسفة والذوق، وبين المنهج والعاطفة المنضبطة، فلا ينساق خلف الهوى، ولا يجور على النص باسم الرأي. حين يتناول عملًا أدبيًا، يضيئه من داخله، كشمعةٍ تُبدّد غموض الظلال دون أن تحترق. تحليله ليس حكمًا، بل حوارٌ بين وعيٍ ووعي، بين الكاتب وقارئٍ من طرازٍ نبيلٍ لا يبحث عن العيوب، بل عن الجمال الخفي في أعماق النص. يمتاز الرهيب التاج بوضوحٍ فكريٍّ نادر، وبقدرةٍ على تفكيك المعنى وإعادة بنائه في صورةٍ تدهش القارئ بصفائها واتساقها. كلماته لا تجرح، بل تُوقظ، وأحكامه لا تُقصي، بل تُنصف. هو ناقدٌ يزنُ الأدب بميزان العقل والحسّ، ويمنح الكلمة حقّها من التأمل قبل أن يُصدر رأيه. في زمنٍ يتكاثر فيه الضجيج وتغيب البصيرة، يبقى الرهيب التاج نموذجًا للنقد الراقي الذي يرفع الأدب ولا يجرّه، يضيء العتمة دون أن يُطفئ الشعلة. إنه بحقّ تاجٌ للرأي الحرّ، وصوتٌ للفكر العميق، وضميرٌ للمعنى الجميل. تكريمًا وتقديرًا لهذا القلم المغربي النبيل، الذي جعل من النقد الأدبي رسالة وعيٍ وجمالٍ، ومن القراءة فعل إحياءٍ للنصوص، نتوجّه بأسمى عبارات الشكر والعرفان إلى الأستاذ الرهيب التاج، لما يقدّمه من بصماتٍ مضيئة في ساحة الفكر والأدب، ولما أضافه من عمقٍ وسموٍّ في مسيرة النقد العربي المعاصر. اهديه تحيّتي وتقديري ، فهو بحقّ تاج النقد المغربي والعربي، وصوت الحقيقة في زمن الغموض. 

تكريم للأستاذ الرهيب التاج

  ناقدٌ مغربيّ متفرّد، جمع بين عمق الفكر ورهافة الإحساس، يقرأ النصوص بعينٍ بصيرةٍ وقلبٍ منصف، فيستخرج من الحرف جوهره، ومن الكلمة معناها البعيد. تحليلاته إشراقة عقلٍ وذوقٍ، تتّسم بالموضوعية والاتساق والصفاء، وتُعيد للنقد الأدبي هيبته وجماله.إليه نهدي تحيّة التقدير والإجلال، فهو بحقّ تاج النقد المغربي والعربي، وصوت الحقيقة في زمن الغموض.