المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2025

من البعث إلى العمامة: تبديل القميص لا النهج

صورة
  من البعث إلى العمامة: تبديل القميص لا النهج بقلم عدنان الطائي  من خلال مسيرتي السياسية التي عاصرت فيها مختلف التحولات التي مر بها العراق، أجد أن ما شهدناه منذ عام 1958 وحتى اليوم ليس إلا تكرارًا للوجوه نفسها بأقنعة مختلفة . فالصراع السياسي لم يكن يومًا بين مشاريع بناء وطن، بل بين قوى تتصارع على السلطة والنفوذ، تُغيّر خطابها وتحتفظ بأدواتها القمعية . في بدايات الجمهورية، انحصر الصراع بين قوى اليسار العراقي، ممثلة بالحزب الشيوعي والماركسيين، وبين القوى القومية والبعثية . وقد بلغ هذا الصراع ذروته في شكل تصفية جسدية، واعتقالات، وخطف، وتشويه إعلامي، مارسه البعثيون ضد اليساريين، متهمينهم بالخيانة والعمالة . ومع صعود الإسلام السياسي إلى الساحة، خصوصًا مع مطلع الثمانينيات، تحوّل الصراع إلى مواجهة جديدة بين حزب البعث والإسلاميين، الذين تعرّضوا بدورهم للقمع والملاحقة . لكن المفارقة الكبرى جاءت بعد عام 2003. إذ سقط نظام البعث، واعتقد البعض أن مرحلة جديدة ستبدأ بقيادة تيارات رفعت شعارات "العدالة" و"الحرية" و"المظلومية". إلا أن الإسلام السياسي، بشقيه الشيعي وا...

مقارنة بين المرجعيات الدينية الشيعية

صورة
  مقارنة بين المرجعيات الدينية الشيعية مقارنة فكرية موجزة تُبيّن الفروقات غير المتشابهة بين الخميني وخامنئي والسيستاني، مع التركيز على الجوانب الفكرية والدينية والسياسية : .1 آية الله روح الله الخميني (1902-1989) الفكر السياسي والديني : مؤسس ولاية الفقيه المطلقة : يرى أن الفقيه يجب أن يتولى الحكم المطلق، نيابة عن الإمام المهدي الغائب . يؤمن أن الدولة الإسلامية بقيادة الفقيه واجبة شرعاً، ولا بد من إقامة نظام ديني ثوري . يعتمد منهج التصعيد الثوري وتصدير الثورة إلى الخارج، ويرى أن الإسلام لا ينفصل عن السياسة . الطابع العام : ثوري، راديكالي، لا يعترف بحدود الدولة القومية التقليدية . يرى أن العالم الإسلامي يجب أن يُقاد من قبل نظام ولاية الفقيه . .2 آية الله علي خامنئي (1939–) الفكر السياسي والديني : وريث ولاية الفقيه المطلقة، لكنه أقل فقهًا من الخميني، وأكثر اعتمادًا على المؤسسات الأمنية والعسكرية (الحرس الثوري) . يخلط بين الدين والسياسة لكن بصورة أكثر براغماتية . يؤمن بضرورة حماية النظام الإسلامي بأي وس...

الرواية: بين كذبة الخيال وحقيقة الإنسان قراءة إنسانية في مقولة ماريو فارغاس يوسا

صورة
    الرواية: بين كذبة الخيال وحقيقة الإنسان قراءة إنسانية في مقولة ماريو فارغاس يوسا بقلم عدنان الطائي " ليست الرواية في نهاية المطاف سوى كذبة أو خدعة بمعنى ما. إنها لا تنقل الواقع بحذافيره، بل تخلق، بوساطة اللغة، واقعاً آخر مكافئاً، أو موازياً؛ له استقلاليته وخصائصه الفريدة ." ماريو فارغاس يوسا هذه المقولة التي أطلقها الروائي البيروفي ماريو فارغاس يوسا تفتح أمامنا بابًا واسعًا لتأمل طبيعة الرواية وحدود تأثيرها على الوعي الإنساني . هل الرواية خدعة؟ وهل الكذب الفني ضرورة جمالية أم مراوغة فكرية؟ وما حدود الأثر الذي يتركه هذا الواقع البديل الذي تصنعه الرواية في قلوبنا وأفكارنا؟ الرواية ككذبة كبرى... في سبيل الحقيقة في ظاهرها، تبدو الرواية خيالاً متقنًا، مجرد قصة مختلقة من بنات عقل الكاتب، لكن في جوهرها، هي محاولة لقول ما لا يُقال، لتشريح الواقع بأدوات غير مباشرة . إن ما يُخفيه الكاتب خلف اللغة والخيال هو جوهر الحقيقة الإنسانية : الألم، الحب، الخيانة، الخوف، الحنين، التمرّد، والوحدة . . لكن يوسّا لا يحتقر الواقع، بل يعتقد أن الفن أرقى حين يُعيد إنتاج الواقع، لا حين ...

دراسة نقدية في علاقة تيماء بسقوط بابل وما دور إيران فيها

صورة
  دراسة نقدية في علاقة تيماء بسقوط بابل وما دور إيران فيها بقلم عدنان الطائي المقدمة لم تكن نهاية بابل سقوطًا عسكريًا مألوفًا، بل تحوّلت إلى لحظة درامية في تاريخ الشرق القديم، حين ترك ملكها نابونيد عاصمته، وابتعد إلى صحراء الجزيرة العربية ليستقر في تيماء، فاتحًا بذلك ثغرة خطيرة استغلها كورش الفارسي لتغيير مسار التاريخ. إنها قصة تُروى بتشابك الدين والسياسة، بالخيانة والتواطؤ، وربما بالخلاص الموعود .     نعم، مدينة تيماء في شمال غرب المملكة العربية السعودية تُعد من أقدم وأشهر المدن التاريخية في الجزيرة العربية، ولها ارتباط موثق بأحداث تاريخية مهمة، خاصة فيما يتعلق بالملك البابلي نابونيد (Nabonidus) . إليك النبذة التاريخية بشكل دقيق وموثق :   نبذة عن تيماء تاريخيًا :       تقع تيماء في شمال غرب الجزيرة العربية، بين المدينة المنورة وتبوك، وهي الآن جزء من منطقة تبوك الإدارية .   تُعد من أقدم المستوطنات البشرية في شبه الجزيرة، حيث تشير الآثار إلى سكنها العنصر البشري منذ الألف الثاني قبل الميلاد .   كانت مركزًا تجاريًا وثق...