(ادم.. ام اوادم) بقلم عدنان الطائي

 

(ادم.. ام اوادم)

 بقلم عدنان الطائي

مقدمة:

   بين دفاتر الاساطير وصفحات الوحي، وبين مقابر المومياوات ومختبرات الجينات، يمتدّ سؤال قديم بقدم الإنسان: هل كان آدمُ واحدًا؟ أم أن خلف التاريخ سلالة من «الآوادم»؟ إن فكرة الخليقة لم تكن يومًا حكرًا على نصٍّ ديني أو حضارة واحدة. بل إنها انعكست بتنوعاتها في الأساطير السومرية، والكتب المقدسة، وتفاسير الأئمة، وأبحاث علماء الأحياء والفلك. هذا المقال يفتح نافذة على هذه الرؤية المركبة، حيث تتلاقى إشارات النص القرآني مع فرضيات التطور، وتشير الآيات إلى أطوار الخلق و«ذرية من قوم آخرين»، بما يوحي بتعدد الآوادم أو سلالات بشرية سابقة. وقد ساهمت الاكتشافات الحديثة في صحراء بيرو المومياوات الغريبة الشكل والتي يشك الباحثون في أنها ليست بشرًا تقليديين – في إعادة طرح هذا السؤال بلغة علمية أكثر جرأة. من هنا، تأتي هذه المقالة كمحاولة للمصالحة بين الدين والعلم، بين المجاز والأسطورة، وبين التفسير الروحي والدليل الأركيولوجي، في سبيل تقديم رؤية موحدة، لا ترفض الغيب ولا تتغافل عن العقل. فهل نحن ذرية آدم واحد؟ أم أن الله قد خلق «ألف ألف آدم»، كما قال الإمام السجاد (ع)، ونحن في آخر الركب؟ دعونا نفتح هذا الباب... بوعي، وتأمل، وشغف بالحقيقة.

لعل كلمة ادم مشتقة من الاديم:تراب باطن الأرض أو لعلها محرفة من كلمة (أوابا) وهو أول بذرة للبشر عند السومريين أو إنها محرفة من كلمة (ادمو) وهو الروح في الأساطير السومرية والكلدانية والآشورية وكما يبدو أن مثل هذا الاستنباط موجود في التوراة أو يشابهه بتحوير طفيف مما ذكر في خلق الكون لدى السومريين ، حيث اتفق الجميع على إن أبا البشر قد جبلته الآلهة من تراب الأرض وخلقته من جزأين متضادين الهي وترابي وصورته بيدها وعلى صورتها ووضعه في جنة عدن ليعمل فيها ثم أخرجته من الجنة لأكله من شجرة معرفة الخير والشر على رواية أو لشربه رحيق الكرم على رواية أخرى وكما يبدو من الديانة الإسلامية بأنها قد أيدت أن كل فرد من الإنسان مخلوق من تراب وذلك لاحتوائه على نفس العناصر المتوفرة في الأتربة والطين والمعادن الأرضية عند تحليل مكوناته بدلالة قوله تعالى : ((لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين)) وبعد تطوره وتكامله انتقل الخلق بواسطة النطفة مما أعطى الخالق الجسد بنفخته الكبرى قابلية تمثيل تلك المواد وقلبها من طاقة معدنية إلى طاقة ذهنية، روحية ، حركية . أي تحويل القدرة الكامنة في الأتربة إلى قدرة ذهنية وفكرية وحركية تكمن فيها وذلك تصديقا لقوله تعالى: ((ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذ أنتم بشر تنتشرون)) أي مع أن أجسادكم مخلوقه ومكونة من التراب ألا انه بإمكانكم أن تمشوا وتنتقلوا وتنتشروا بفعل تلك الطاقة الحركية والتي هي هبة من الله تعالى. فمن الملاحظ أن هذا الخطاب كان موجه لجميع البشر وليس لشخص واحد معين لان الاعتقاد السائد بان البشر يقصد به النوع الإنساني على الأرض فقط هو اعتقاد خاطئ بدلالة قول الإمام السجاد (عليه السلام) أتظن إن الله تعالى لم يخلق خلقا سواكم بلى والله لقد خلق الله ألف ألف ادم وأنتم والله في آخر تلك العوالم وأولئك الآدميين وهذا ما أثبته علم الفلك أن عالمنا يقع على أطراف مجرة درب التبانة. أما الآخرون هم سكان المجموعة الشمسية السبعة. فإذن هناك اوادم في عوالم متعددة قد يتباينون فيما بينهم شكلا وحجما بسبب الموقع الجغرافي لكوكبهم وعلاقتهم بالجاذبية التي قد طرا على أجسادهم. فلا بد أن يكون آدم (ع) قد انزله الله من كوكب آخر لان الأرض أقرب الكواكب إليها هو كوكب الزهرة.

 ان القصد من كلمة نفخ في جسد ادم الذي ذكر في القرآن ليس بمعناها النفخ في الفم وإنما كقوله تعالى: ((فإذا سويته ونفخت فيه من روحي)) التي تعني وهب، منح، أعطى. وبمعنى آخر إذا أتممت تكوينه الفكري والعقلي والخلقي والوجداني ومنحته جزءا من قوتي وبلغت تسويته لدرجة من الكمال تميز بها عن سائر فصائل الحيوانات ((فقعوا له ساجدين)) لما له من فضائل علوية وأعمال فكرية لا توجد عند غيره من المخلوقات الذين جاءوا من قبله. لقد أيدت الشريعة الإسلامية بوجود سلالات بشرية وأناس بدائيين عاشوا فوق سطح الأرض قبل أن يُخلق هذا الإنسان المميز فكانوا أحط منه منزلة واقل منه فهماً وذكاء وإدراكا ذلك عند تفسير قوله تعالى : ((وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا ا تجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء)) هؤلاء الذين افسدوا وسفكوا الدماء هم السلف البسيط الذين لا يفقهون كنه الأشياء وحتى لا يعرفوا أسماءها فهم كالبهائم يسكنون الكهوف ولا يعرفون كيف يدفنون موتاهم حتى وصل بهم الحال إلى أكل لحم أخيه ، وقد سمي هؤلاء السلف بسلالات الإنسان الابتدائي أو سلالات القرود الإنساني الأمر الذي جعل الله تعالى ان ينشأ ذلك الإنسان المميز وكونه من ذرية قوم آخرين . أومن سلالة أخرى ليكون خليفة على أولئك الأناس كما هو واضح من قوله تعالى: ((وربك الغني ذو الرحمة أن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين)) وجعل له تعالى ذا دماغ متطور وخصوصا القسم الأمامي منه الذي أمتاز بالبروز وقد سميت بالمنطقة السنجابية التي اختصت بالتفكر والتعقل مما ساعده على فهم تلك الأشياء خلافا لدماغ الإنسان الابتدائي الذي امتاز القسم الأمامي منه بالتسطح لاختصاصه بالحركة فقط دون التفكر. فمن البديهي أن ذلك الإنسان المستخلف هو أيضا معرض للانقراض والتطور وللاستخلاف بدلالة تلك الآية المذكورة أعلاه، وبعد أن منحه الله العقل والذكاء والمعرفة فعرّف الأشياء ووضع لها أسماء ((وعلم ادم الأسماء كلها)) وهذا ما نسميه بالتطور. لقد اعترفت الشريعة بان الجسد الإنساني يخضع لعوامل التطور وانتقاله من حال إلى حال بأشكاله الخارجية في قوله تعالى : ((لقد خلقكم أطورا)) أي تارة بعد تارة وهذا  يتناغم مع مفهوم نظرية التطور والنشوء : وهو الانتقال من حالة غير ثابتة إلى حالة غير ثابتة بالرغم من أن السلالات البشرية كلها من الوجهة الدينية تتفرع من سلالة واحدة ومن نفس واحدة في قوله تعالى في سورة النساء/1 : ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة)) أي خلقه من عنصر واحد ، إلا انه لا يمكن تجاهل أحكام التطور وتأثيراته على الكائن الحي  وإلا سنذهب إلى إسقاط قوله تعالى : ((وقد خلقكم أطورا)) وكذلك قوله تعالى : ((فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا)) ومن المحقق قد فعل التطور فعلته في الانسلال البشرية كافة فحصلت هذه الفروقات بين العروق البشرية وثبتت في الذريات وجاء كل ذلك تحت تأثير التطور فتميز بعضها عن البعض في اللون والشكل والقامة والسحنة الخ .. تبعا للبيئة والمناخ والإقليم ونوع الغذاء فأصبحت أُمما مختلفة وقد تجلى ذلك كله في قوله تعالى: ((ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم أن في ذلك لآيات للعالمين)). وهذا ما تؤكده الآية 48 من سورة المائدة: لو شاء الله لجعلكم أُمة واحدة، ولكن ليبلوكم فيما أتاكم)

       وعندها تأكد صحة مقالة الإمام السجاد عليه السلام من أن هناك اوادم في عوالم عديدة وقد حقق الشيخ محمد عبدة في تفسيره، أن ليس في القران نص أصولي قاطع على أن البشر من ذرية ادم وحده وقد يكون لكل صنف من البشر أبا مستقلا. من هذا يعني أننا لسنا وحدنا في هذا الكون. ولقد أثبت علماء الفلك في القرن العشرين من أن هناك أناس متطورون يريدون الاتصال بنا من خلال إرسالهم موجات صوتية سجلها الراصد الفلكي، موجات معبرة جدا ومنظمة جدا، أي أن هناك محطات لتقويتها لأنهم يبعدون عنا ملايين السنين الضوئية مما حدي بالأمريكان والروس إنشاء محطات فضائية ليكونوا أكثر قربا من أولئك الكائنات العاقلة ليسهل رصد الأصوات التي ترد من الفضاء الخارجي. وقد تأكد لهم فيما بعد أن الأرض ليست هي وحدها التي تعيش عليها كائنات عاقلة، فلابد أن تكون هناك ملايين الكواكب الأخرى التي تتبع نظما فلكية أخرى تعيش عليها كائنات عاقلة. وهذا تأكيد آخر على صحة مقالة الإمام السجاد من أن هناك عوالم متعددة وإلا لماذا قام الأمريكان والروس بسبر غور الفضاء وإنشاء المحطات الفضائية هناك وهي تعلم كم سيكلفها من الملايين من الدولارات؟

دراسة نقدية

     المقالة تطرح فكرة مثيرة ومتشعبة حول تعدد الآدميين أو احتمالية وجود "آوادم" متعددة في عوالم أخرى، مستندة إلى مزيج من النصوص الدينية، الأساطير القديمة، والنظريات العلمية والفلكية الحديثة. فمثلا كلمة (ادم) المستمدة من الجذور السومرية او مشتقة من كلمة (اديم) بمعنى التراب. هذا الربط اللغوي مثير للاهتمام لكنه يحتاج إلى توثيق من متخصصين في اللغات السامية القديمة لتأكيد صحته.. اما الفكرة التي تقول بان الله خلق "آوادم" متعددة ووجودهم قبل آدم المعروف في النصوص الإبراهيمية تتفق مع بعض التفسيرات الدينية كقول الإمام السجاد عن وجود "ألف ألف آدم". بدلالة الآية (إني جاعل في الأرض خليفة مشيراً إلى وجود مخلوقات بدائية سبقت البشر.. يعني تشير إلى وجود كائنات أو "خلفاء" على الأرض قبل آدم، مما قد يدعم فكرة أن آدم لم يكن أول كائن بشري بالمعنى البيولوجي، لكنه كان أول كائن مميز عقلياً وروحياً. وكذلك هناك منظور علمي يشير إلى وجود أنواع بشرية بدائية سبقت الإنسان الحديث (Homo sapiens)، مثل النياندرتال والدينيسوفان. وقد عاش هؤلاء في أزمنة مختلفة وتطوروا في سياقات بيئية متباينة، مما قد ينسجم مع فكرة "آدميين" متعددين في تاريخ البشرية. اذن نفهم من ذلك ان هناك توافقًا بين النصوص الدينية ونظرية التطور، خصوصًا في قوله تعالى:(لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين (والآية (لقد خلقكم أطوارًا) ربط بين التطور العلمي والأبعاد البيئية (مثل اختلاف الألسن والألوان) يبدو متناسقًا مع الحقائق العلمية الحديثة واستقبال إشارات فضائية، مما اعطى بعدًا فلسفيًا ودينيًا لفكرة الحياة خارج كوكب الأرض، وتوازنا بين الدين والعلم.

   اذن المقالة تُشجع على التفكير العميق والتأمل الدقيق، كما تثير الى تساؤلات مهمة حول مكانة الإنسان في الكون. كون هذا المزج بين الروايات الدينية والأساطير والتفسيرات العلمية قد يكون مثيرًا للجدل بالنسبة للبعض تستحق النقاش.. طالما أن النقاش يتسم بالموضوعية ويستند إلى أدلة واضحة دون تعارض صريح مع النصوص الدينية. بل تفتح افاقا واسعة لفهم مشترك بين الدين والعلم.

   وبناء على ما تقدم يمكنني القول بأنني أميل إلى القبول بفكرة وجود "آدميين" أو أشكال بشرية متعددة من منظور علمي وديني تأويلي. هذا لا يعني بالضرورة وجود تعارض بين النصوص الدينية والفهم العلمي، بل قد يكون هناك تكامل وتوافق مع فكرة وجود ادميين متعددين. وما ادم المذكور بالقران ليس اول كائن بشري بالمعنى البايولوجي قد يكون أول إنسان اختصه الله بالعقل والروح لقيادة الإنسانية وبدء الحضارة. وما يؤكد صحة هذا البحث

الاكتشاف المذهل والصادم، حين اكتشف علماء الآثار لغزا يمكن أن يهز أسس فهمنا للإنسانية، حيث تم اكتشاف مومياواتين نسائيتين في كهف تكلركوري (Takarakori) معروف فعلاً في منطقة جبال أكاكوس (Akakus) في جنوب غرب ليبيا، وقد عُثر فيه سابقًا على بقايا بشرية تعود إلى العصر الحجري الحديث يبلغ عمرهما أكثر من 𝟕𝟎𝟎𝟎 عام، في حالة ممتازة من الحفظ، لان الموقع محمي من العوامل البيئية القاسية، مما ساعد في الحفاظ على الحمض النووي بحالة جيدة، على الرغم من الظروف الصحراوية التي عادةً ما تُسرّع من تحلل المواد العضوية.. لكن من المفاجئ أوضحت الدراسة ان الحامض النووي لهذه المومياء لا يتطابق مع أي نوع بشري معروف. قد ينتمين هؤلاء النساء إلى فرع منسي من شجرة عائلتنا البشرية، وهو أنساب بشرية موازية تم عزله وراء الحواجز الطبيعية التي لا يمكن التغلب عليها في الصحراء الكبرى لآلاف السنين. كما لم يتم العثور على أي روابط قرابة بين هؤلاء الأفراد والشعوب المحيطة. لكن لم يتم الإبلاغ عن شيء بمستوى هذا الاكتشاف من مصادر متخصصة حتى الآن.. يعني حتى الآن، لا يوجد تأكيد علمي منشور رسميًا بهذا الشكل فقط ما نشر من دراسة ابتدائية في العدد 2 أبريل 2025 من مجلة Nature، من الممكن اعتبار هذا الخبر مبنيًّا على قصة أدبية، أو سيناريو مستقبلي خيالي لم نطلع عليه لحد الان، فهو شديد الإتقان ويعتمد على أسس علمية دقيقة جدًا. وإن كان مبنيًا على دراسة علمية جديدة فعلاً كما اشارت المجلة الى الكشف عن تحليل الحمض النووي لامرأتين عاشتَا قبل حوالي 7000 عام في ملجأ صخري يُعرف باسم تكركوري في جنوب غرب ليبيا.  يُعد هذا البحث أول دراسة جينية كاملة لأشخاص عاشوا في الصحراء الكبرى خلال فترة الرطوبة الإفريقية، وهي فترة كانت فيها الصحراء منطقة خضراء وصالحة للسكن بين 14,500 و5,000 عام مضت.. فيجدر بنا بهذه الحالة متابعته عن كثب، لأنه سيُحدث زلزالاً علميًا وفكريًا هائلا.. نعم، ما يشار إليه في هذا النص يمثل تطورًا مثيرًا ومذهلًا في علم الأنثروبولوجيا والوراثة البشرية، ويشبه في طبيعته اكتشافات كبرى مثل إنسان دينيسوفا أو هومو ناليدي، فهو يحمل العديد من الأبعاد العلمية والفلسفي. غير انه تبين من الدراسة لا تشير إلى أن الحمض النووي لهاتين المرأتين ينتمي إلى نوع بشري غير معروف، بل تؤكد على أنهن كن جزءًا من مجموعة بشرية منعزلة جينيًا عن المجموعات الأخرى في إفريقيا. كما لا تدعم الفرضية القائلة بوجود نوع بشري جديد أو "فرع منسي" من شجرة العائلة البشرية، إلا أنها تقدم رؤى جديدة ومهمة حول التنوع الجيني والعزلة السكانية في شمال إفريقيا خلال فترة الرطوبة الإفريقية، وهذا يُسلّط الضوء على التنوع الجيني الكبير الذي كان موجودًا في القارة الإفريقية خلال فترات ما قبل التاريخ، ويُبرز أهمية دراسة هذه المجموعات لفهم أفضل لتاريخ البشرية.

     لذلك هذا الحدث لا يتقاطع مع طروحاتنا من ان هناك اوادم وليس ادما واحدا كما هناك تطابق مع تفسير اية الخلافة التي تتحدث ان آدم جاء ليكون خليفة على الأرض بعد بشرٍ أفسدوا، اذن هذه الحقائق عززت الفكرة بأن هناك سلالات بشرية متوازية عاشوا على الأرض قبلنا أو بالتوازي معنا، ربما في عزلة. هذا يُساهم في إعادة تشكيل فهمنا لتاريخ الهجرات البشرية والتفاعلات بين المجموعات السكانية في العصور القديمة. فان صحّ هذا، فنحن أمام احتمال وجود "أنساب بشرية موازية" عاشت في عزلة تامة لآلاف السنين كالصحراء الكبرى، وهو أمر يقلب النظريات التقليدية حول الهجرات البشرية، والاتصال الجيني، والتطور البشري.

   وبهذه المناسبة لابد من تبيان التأثيرات المحتملة للاكتشاف وفق نظرية التطور الإرشادي" أو Theistic Evolution)))) كمصطلح بديل يعبّر عن التوافق بين الخلق الإلهي والتطور:

1.  إعادة كتابة التاريخ البشري:

o       سيتعين علينا توسيع شجرة العائلة البشرية.

o       مراجعة خريطة الهجرات القديمة في إفريقيا.

2.  أصول جديدة للهويات الإنسانية:

o       هذا قد يغيّر نظرتنا حول من نحن، ومن أين أتينا.

o       يعيد فتح النقاش حول الإنسان "العاقل الوحيد" وهل كان فعلاً وحيدًا في تطوره أم محاطًا بأشباه بشر متقدمين بطرق مختلفة.

3.  إثارة أسئلة فلسفية وعلمية:

o       هل كنا وحدنا؟

o       هل يمكن أن يكون هناك "أنواع بشرية" لم يتم التعرف عليها بعد، وربما حتى في مناطق يصعب الوصول إليها؟

o       كيف نعيد تعريف "الإنسان" حين نواجه نوعًا لم يُعرف من قبل لكن يحمل علامات الذكاء والتطور الجسدي

 خاتمة

   في عمق التساؤلات الكبرى عن أصل الإنسان، يتداخل النص القرآني مع العلم الحديث، والفلسفة مع علم الأحياء. وبينما يصرّ التقليد الديني على وحدة الأصل البشري، فإن هناك إشارات قرآنية وعلمية توحي بأن الإنسان العاقل قد لا يكون أول من وطئت قدماه الأرض، بل جاء كخليفة على بشر بدائيين، أقل عقلًا، وأقرب إلى السلوك الحيواني. فهل آدم هو أول إنسان؟ أم أن هناك "أوادم" سبقوه، يمثّلون سلالات بشرية بدائية؟

     مقالة "آدم أم آدمون؟" لا تدّعي اليقين، لكنها تفتح بابًا لفهم أوسع وأشمل للإنسان في ضوء النصوص المقدسة، والتاريخ الجيني، واكتشافات الحفريات. ليس بالضرورة أن يتناقض الدين مع العلم، بل يمكن أن يكون النص مفتاحًا لفهم علمي أعمق. آدم إذًا، قد لا يكون بداية البشرية، بل بداية العقل والوعي والاستخلاف. وما زال السؤال مفتوحًا: هل نحن أول الأوادم؟ أم أحد سلاسلهم؟

 

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العربية واللغات الأخرى: تفوق لغوي أم تأثر متبادل؟

العنوان: بين العقل والعدم: رحلة فلسفية وعلمية لإثبات وجود الله

الإبراهيمية: بين دعوة التعايش ومشروع التطبيع