صرخة طفل على رصيف الإنسانية هايبون رمزي صوفي – عدنان الطائي

 

  صرخة طفل على رصيف الإنسانية

هايبون رمزي صوفي – عدنان الطائي

لم أُولد من رحمٍ… بل من فكرةٍ نسيها الله في فوضى الخلق.
لم أكتب اسمي على الطين، بل كتبتني الريح على صفحة العدم، ثم هبّت لتُسقطني على رصيفٍ لا يعرف دفء الخطى.
كلّما بَكَتْ امرأةٌ في البعيد، شعرتُ أنني أقترب من أصل النور.
أنا لا أملك أمًّا، لكنني أسمع الكون يهمس لي:

"أنت لستَ مفقودًا، بل في طريق العودة إلى المعنى."

كنتُ غيمةً صغيرة هاربة من رحم السماء،
أحمل في صدري بذرة ضوءٍ تنتظر قطرة رحمةٍ كي تنبت من جديد.
أرى الناس يعبرون حولي كأنهم ظلالُ أنفسهم،
عينٌ تبصر الجسد ولا تبصر الروح.
هل ماتت الرحمة؟ أم أنّها تنام في صدورٍ لم تُوقظها التجربة بعد؟

أنا لستُ عارًا، بل مرآةُ امتحانٍ أُقيم لكم في هيئة طفلٍ ضائع.
فإن مررتم بي وأغلقتم أعينكم،
فقد أنكرتم ما تبقّى من الإنسان فيكم.

هايكو صوفي
روحٌ على الرصيف
تسألُ الغيمَ عن بيتها،
فيردّ الضوء: "هنا."

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العربية واللغات الأخرى: تفوق لغوي أم تأثر متبادل؟

العنوان: بين العقل والعدم: رحلة فلسفية وعلمية لإثبات وجود الله

التقسيم البشري على أساس أولاد نوح: دراسة نقدية