مجموعة همسات تأملات في الحبّ بوصفه كينونة ونجاة

 

مجموعة همسات

تأملات في الحبّ بوصفه كينونة ونجاة

بقلم: عدنان مهدي الطائي

 المجموعة الأولى: همسات على حافة الوجود

.1 خارج الزمن
أحبكِ،
لا لأنكِ أنتِ،
بل لأن حضوركِ يمنح الوجود معنى،
كأن الكون كان ناقصًا حتى ابتسمتِ.

 .2ما وراء الوجود
كل ما فيّ يتجه نحوكِ
كما تتجه المجرات إلى مركز الضوء،
أراكِ في لحظة الوعي الأولى،
وفي آخر حيرةٍ قبل الفناء.

 .3حدود العدم
حين أفكر فيكِ،
يختلّ النظام الكوني داخلي،
فأصبح ما بين كينونتين:
أنا الذي كنتُ، وأنا الذي أنتِ أوجدتِه.

.4 الخلود المؤقت
لا أطلب بقاءكِ،
فالبقاء وهمُ الفانين،
لكنّني أريد أن أذوب فيكِ لحظةً
تساوي دهور الوجود.

 .5صدى الوعي
كلّ حبٍّ لا يهزّ الفكرة لا يستحق أن يُسمّى عشقًا،
وأنا، مذ عرفتكِ،

أصبحتُ أشكّ في حدودي،
وأؤمن أن الإنسان خُلِق ليحبّ أكثر مما يُفسّر.

. 6تجلّي الغياب
في غيابكِ أراكِ أكثر،
وفي حضوركِ يغيب العالم،
كأنّ الغياب هو الحقيقة،
والحبّ هو الدليل الوحيد على أننا وُجدنا حقًّا. 

المجموعة الثانية: همسات رومانسية

.1 همسات
حين تهمسين باسمي،
أشعر أن الحروف تتعانق،
وأن الليل يضيء من خجل الشوق.

.2 همسات

ما بين يديك يولد الصباح،
وفي نظرتك تستيقظ المدن النائمة،
فكيف لا أعشقك وأنتِ البداية والنهاية؟

.3 همسات
كل نبضة في صدري
تحمل رسالتك إلى قلبي،
تقول له: "لا تنسَ أنك خُلقْتَ لأجلها."

.4 همسات
أحتاجك كما يحتاج العطر إلى الورد،
وكما تحتاج الروح إلى حلمٍ لم يكتمل بعد.

.5 همسات
حين تبتسمين،
تختفي اللغة،
ويبقى العالم كله كلمة واحدة: "أنتِ".

 6. همسات
في غيابك لا يتأخر الوقت
بل يتجمد على ساعة الحنين. 

المجموعة الثالثة: همسات بأسلوب شعري حر أم بنثرٍ رمزيٍّ

.1 همسة — "وشوشات الضوء"
حين تقتربين،
تتلعثم المصابيح من الدهشة،
ويتهجّى الهواء اسمك على شفتي،
كأنكِ سرّ الوجود حين يبتسم.

  2همسة — "ظلال العشق"
كلما غابت عيناكِ،
تذكّرت أن الليل لا يُطفئ نجومه،
بل يخفيها كي لا يفتن القلوب بضيائها.

. 3همسة — "تراتيل المساء"
في حضورك،
أبدو طفلاً تاه في حديقة من الورد،
يحمل قلبه بين كفّيه
ويخاف أن تلمسه نسمة كي لا ينكسر الحلم.

. 4همسة — "سفر إلى عينيكِ"
سافرتُ في عينيكِ بلا جوازٍ،
ولا لغةٍ سوى الصمت،
وهناك، وجدتُ وطني الذي نسيته في المنافي.

. 5همسة — "نبض الغياب"
حتى في غيابك،
ينبت من قلبي غصنٌ من الحنين،
يُلوّح إليكِ كل مساءٍ،
كأنّه يذكّرك أنني ما زلتُ هنا... أراكِ. 

المجموعة الرابعة: همسات بصوت صوفي ورهافة

1.همسة — “سرّ التجلي
كلما نظرتُ إليكِ،
أحسستُ أن النور يُصلّي في ملامحك،
وأن العشقَ طريقٌ إلى الله،
يمرّ عبر عينيكِ.

. 2همسة — “نَفَسُ الحضور
حين تمرّين بقربي،
تسكتُ الفكرةُ، ويتكلّم الوجد،
كأنّكِ نفَسٌ من الغيب،
يبعث فيّ الحياةَ بعد فناءٍ طويل.

3. همسة — “خُطى على الماء
أمشي في غيابك على الماء،
أظنّ أني أغرق،
فإذا بي أطوف حولكِ،
كما تطوف الأرواح حول معناها الأول.

.4 همسة — “محراب الحنين
في كل سجدةِ شوقٍ
أراكِ بين الحروف،
كأنّ قلبكِ كتابُ صلاةٍ
تتلوه أنفاسي بخشوعٍ وارتجاف.

 .5همسة — “سماء العشق
ما عدتُ أميّز بين قلبي ونجوم الليل،
كلّها تهتف باسمكِ،
وكلّها تسقط في مداركِ
لتصير نورًا واحدًا... أنتِ.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العربية واللغات الأخرى: تفوق لغوي أم تأثر متبادل؟

العنوان: بين العقل والعدم: رحلة فلسفية وعلمية لإثبات وجود الله

التقسيم البشري على أساس أولاد نوح: دراسة نقدية