قصائد على الإيقاع الكلاسيكي

 

 

قصائد على الإيقاع الكلاسيكي

بقلم عدنان الطائي

أمنْ لواعجِ شوقٍ بعدهمْ ندمِ
تُحيي فؤادًا غفا في ظلمةِ العدمِ؟

يا دارَ من قد سكنّاها على ثقةٍ
ما زالَ طيفُهمُ يسري على القِممِ

كم مرَّ ليلٌ، ودمعُ العينِ يَسألُني:
هل من رجوعٍ لهمْ؟ أو بعضِ مبتسمِ؟

يا ريحَ نجدٍ، أفيقي العطرَ من تعبٍ
واحملي للهوى بعضًا من الكَلِمِ

قد ضاعَ وعدُ الهوى بيني وبينَهمُ
كما تضيعُ نجومُ الليلِ في الظُّلَمِ
ها هو النص وقد تحوّل من الحنين الأرضي إلى الحنين الصوفي، على نفس الوزن الكلاسيكي والإيقاع الموسيقي لكن بمقاماتٍ روحية تتأرجح بين الوجد والذوبان في المحبوب الإلهي: على نسق الحنين الصوفي
 
أمِنْ تذكّرِ وجهِ الحقِّ في الحُلَمِ
سَكبتُ دمعي على الأطلالِ والقممِ؟

يا مَنْ تُقيمُ بقلبي دونَ مَعرفةٍ،
وكيفَ يُدرِكُ سرَّ الذاتِ في الظُّلَمِ؟

ناديتُكَ الحُبَّ، لا شكوى ولا أملاً،
فالحبُّ عندي فناءُ النفسِ في الكَلِمِ.

ما كنتُ أعبدُ إلاّ نورَ حضرتِهِ،
ولا سجدتُ لغيرِ الحُسنِ في العَدَمِ.

أنّى توارى وجودي عنك يا أملي،
وأنتَ أقربُ من نبضي ومن نَسَمي؟

 رؤية فنية:

  • تبدأ القصيدة بنفس الاستهلال الكلاسيكي: «أمِن تذكّرِ وجهِ الحقِّ...» لتوازي الأصل القديم في شكله وموسيقاه.
  • تتحول الصور من الديار والأطلال إلى الألوهية والذات العليا في سياق وجداني متصوف.
  • تتصاعد اللغة من الوجد الإنساني إلى الفناء الصوفي، حيث الحب يصبح طريق المعرفة.

 ترانيم الوجد

عدنان الطائي

أمِنْ تذكّرِ وجهِ الحقِّ في الحُلَمِ
سَكبتُ دمعي على الأطلالِ والقممِ

يا مَنْ تُقيمُ بقلبي دونَ مَعرفةٍ،
وكيفَ يُدرِكُ سرَّ الذاتِ في الظُّلَمِ؟

ناديتُكَ الحُبَّ، لا شكوى ولا أملاً،
فالحبُّ عندي فناءُ النفسِ في الكَلِمِ.

ما كنتُ أعبدُ إلاّ نورَ حضرتِهِ،
ولا سجدتُ لغيرِ الحُسنِ في العَدَمِ.

أنّى توارى وجودي عنك يا أملي،
وأنتَ أقربُ من نبضي ومن نَسَمي؟

تمضي الليالي، وصوتي في مناجاتِهِ
يمحو المدى، ويُعيدُ الكونَ من عَدَمِ.

يا سرَّ كلِّ وجودٍ، ليتَ لي بَصَراً
يُبصرُ الجَمالَ، لا الأشكالَ في القِدَمِ.

علّمتَ قلبي طريقَ الصبرِ فابتسمتْ
فيه الجراحُ، وكانَ الدمعُ كالنَّغَمِ.

أذبتُ فيكَ يقيني، لا لشيءٍ سوى
أنّي وجدتُكَ سرَّ النورِ في القِيمِ.

كلُّ المدى أنتَ، لا شرقٌ ولا غربُ،
ولا سماءُ تُطاولُ مجدَ من عَلِمِ.

هبني الفناءَ لأحيا فيكَ ثانيةً،
فالموتُ فيكَ حياةُ الروحِ والهِمَمِ.

ما عدتُ أطلبُ من دنيايَ منزلةً،
يكفيني قربُكَ، يا معراجَ مُعتَصِمِي.

يا منْ خلقتَ الهوى من لحنِ قدرتِكَ،
فصارَ عشقُكَ في الأرواحِ كالقَدَمِ.

يا منْ أتيتُكَ روحاً لا تُسائلُني،
قد ضاعَ مني السؤالُ حينَ سلَّمَمي.

أمِنْ تذكّرِ وجهِ النورِ في نَسَقي،
عرفتُ أني أنا والماءَ من قَدَمِ.

 رؤية فنية:

  • القصيدة تمزج بين اللغة القرآنية والتصوف الوجداني في تناغمٍ عذب.
  • تبدأ بالدهشة وتنتهي بالفناء في النور، كرحلة من الكثرة إلى الوحدة.
  • الموسيقى مستوحاة من البحر الطويل، لتُبقي الإيقاع هادئًا ومهيبًا كما يليق بالمناجاة.

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العربية واللغات الأخرى: تفوق لغوي أم تأثر متبادل؟

العنوان: بين العقل والعدم: رحلة فلسفية وعلمية لإثبات وجود الله

التقسيم البشري على أساس أولاد نوح: دراسة نقدية