كوريا الشمالية… دولة تعيش خارج التاريخ

 

كوريا الشمالية… دولة تعيش خارج التاريخ

بينما يتسابق العالم نحو الذكاء الاصطناعي وغزو الفضاء، ما زالت كوريا الشمالية تعيش في زمن آخر، حيث يُسجن الإنسان داخل جدران الخوف والرقابة والتلقين.

النظام هناك نجح في تحويل شعب كامل إلى أسرى يعيشون كما لو كانوا قطعانًا، بلا حرية، بلا صوت، وبلا أفق. منذ الطفولة يُلقَّن الأطفال الولاء المطلق للقائد، وتُزرع فيهم فكرة أن التفكير الحر خيانة، وأن النقد خطيئة كبرى.

الرقابة تحيط بالمواطن في كل مكان: البيت، المدرسة، العمل، وحتى في أحاديثه مع أقرب الناس إليه. أي كلمة قد تُفسَّر على أنها "تجديف سياسي" تعني السجن أو الإعدام، ليس للفرد وحده، بل لعائلته بأكملها. إنها سياسة "الذنب الجماعي" التي حوّلت الخوف إلى أسلوب حياة.

رغم هذا كله، لا نجد حركات انقلابية أو تمردًا واسعًا. السبب واضح: الجيش والأمن تمّت إعادة صياغتهما ليكونا أدوات ولاء مطلق، لا مساحة فيهما لأي ضابط حرّ أو أي بادرة تمرّد. أي شرارة صغيرة يتم إطفاؤها فورًا بالنار والدم.

أما القوى الكبرى؟

  • أمريكا تكتفي بالعقوبات والتنديد، لكنها تخشى من أي تدخل عسكري قد يشعل حربًا نووية في المنطقة.
  • الصين وروسيا تلعبان دور "الضامن السلبي"، فلا تسمحان بسقوط النظام حتى لا يقترب الغرب من حدودهما.

النتيجة: شعب كامل رهينة نظام شمولي، وعالم يكتفي بالمراقبة عن بعد.

كوريا الشمالية ليست مجرد قضية سياسية، إنها جرح مفتوح في ضمير الإنسانية. في زمن الذكاء الاصطناعي، ما زال هناك من يُحرم من أبسط حقوقه: أن يكون إنسانًا حرًا يفكر ويعيش بكرامة.

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العربية واللغات الأخرى: تفوق لغوي أم تأثر متبادل؟

العنوان: بين العقل والعدم: رحلة فلسفية وعلمية لإثبات وجود الله

التقسيم البشري على أساس أولاد نوح: دراسة نقدية