المقاطعة حين يتحول الصندوق إلى خدعة
المقاطعة حين يتحول الصندوق إلى خدعة
#صوتك_أمانة #المقاطعة_موقف
قال جورج أورويل: "الشعب الذي ينتخب الفاسدين والخونة لا يُعد ضحية، بل شريكًا في الجريمة." لكن ماذا لو كانت الانتخابات نفسها مفبركة، والقوانين مشوّهة، والخيارات مغلقة؟ أيمكن أن يكون التصويت مشاركة حقيقية، أم مجرد تزكية لزيفٍ أُعدّ مسبقًا؟
حين يحتكر الفاسدون قواعد اللعبة، ويكتبون القوانين على مقاس مصالحهم، يصبح الصندوق أداة شرعنة لا وسيلة تغيير. هنا لا يعود التصويت دليل وعي، بل مشاركة في مسرحية معدّة سلفًا، يخرج منها الفاسد رابحًا مهما كانت الأصوات.
في مثل هذا الواقع، لا يكون الامتناع عن التصويت سلبية أو هروبًا، بل موقفًا وطنيًا صريحًا: رفض إعطاء الشرعية لوجوه فقدت كل شرعية، وفضح لعبة انتخابية هدفها تكريس الباطل لا محاربته. فالمقاطعة هنا صرخة في وجه التزييف، ورسالة تقول: لن أكون شاهد زور على مسرحيتكم.
لكن ذلك لا يعفي المثقفين والإعلاميين من مسؤولياتهم. فحين يزيّنون الباطل ويبررون الفساد باسم "الاستقرار"، فإنهم يشاركون في الجريمة بأقلامهم قبل أصواتهم. أما الشعب المرهق بالجوع والخوف، فهو أحوج ما يكون لمن يوقظه لا لمن يجلده.
الوعي اليوم هو السلاح الوحيد. والاختيار الحقيقي لا يكون دائمًا بالذهاب إلى الصندوق، بل أحيانًا في مقاطعته حين يُستخدم كسلاح ضد الشعب نفسه.
فلنكن واضحين: المقاطعة ليست خيانة للوطن، بل رفضٌ لخيانة الوطن.ولا يُنقذ الأوطان إلا وعي شعوبها، ورفضها أن تكون مجرد ديكور في لعبة الفاسدين.
تعليقات
إرسال تعليق