خاطرة فلسفية: حين يكون للوجود معنى
خاطرة فلسفية: حين يكون للوجود معنى
مناجاة الضوء في تفاصيل العابرين
بقلم عدنان الطائي
أيّها الإنسان.
لا تبتئسْ إن لم تجدْ معنى.
أنتَ المعنى حين تسيرُ إلى حبيبٍ لا يعرفُ اسمكَ،
وتزرعُ وردًا في صحراءٍ،
وتكتبُ قصيدةً على جدارِ سجنٍ.
هذه هي أعظمُ تمرّدٍ.وتكونُ أنتَ المعنى حين تهدي ابتسامةً لعابرٍ غريب، أو تصغي لدمعةٍ لا تُرى إلا بالنّبض، أو ترسمُ جناحًا لطائرٍ خرافيّ في هواءٍ لا يتسعُ للطيران. حين تتعثّرُ بخيباتك وتعيدُ بناءَ قلبِك من شظايا الأمس، فأنتَ تصوغُ من الفقدِ لغةً جديدةً للأمل.
إنّ كلّ لحظةٍ تقاومُ بها العتمة، وتضيءُ ظلّك بشعاعِ حلمٍ صغير، هي تمرّدٌ على عبثِ الكون. فالمعنى يسكنُ في التفاصيل المنسية، في الحكايات التي لم تُروَ، وفي ضحكةٍ تُنقذُ نهارَك من غيومه. أنتَ المعنى حين تواصلُ السيرَ في طريقٍ لا يعرفه أحد، وترسمُ خطاكَ أغنيةً للباحثين عن النور. حينها، يصبحُ وجودك أعظمَ قصيدةٍ، لا تحتاجُ أن يعرفها أحد سوى قلبكَ نفسه.
تعليقات
إرسال تعليق