خاطرة: الصلاة بالحب
خاطرة: الصلاة بالحب
لا تراه يركع، ولا تسمع
صلاته بصوت التضرع.. إنه لا يصلي كما نصلي نحن. يصلي في
أعماق الموج، ليس برجاء أو خوف، بل بالحب، حيث تنصهر الروح مع البحر، وحيث تتلمس
القطرات معنى الحياة. يصلي كرجل، لا كشحاذ يتوسل. يقف أمام الله بقلب
مفتوح، يقدم تقارير أيامه، بل يقدم تاريخه: أحببت من يستحق الحب، مسحت على رأس
ضعيف، حميت نفسي من الوحدة، ابتسمت لعصفور يغني على شرفتي، وتنفسّت أمام سحابة
تستحم في ضوء الشمس. ليس في صلاته طلب، فالرب أكرم من أن نطالبه، يكفيه الحب ليعطي،
ويكفيه أن تكون الروح صافية كي ينقشع الخوف. في صلاته،
الحب يذيب الخوف، والروح تصبح جسدًا للمحبة وللرحمة، بل تصبح جسدًا للعطاء والإنسان
يكتشف أن كل لحظة من العطاء هي عبادة حقيقية، وكل ابتسامة لكل كائن حي هي صلاة.
حتى حولها الى قصيدة تلاشت مع الاثير ورسمها ايقونة على حافة اللامنتهي، ليُغنيها
لكل من اليه ينتمي
في أعماق الموج أصلي،
لا برجاء، لا خوف، بل حبٌّ صافي.
أبتسم للعصفور، أحمي ضعيفًا،
أتنفس السحابة المستحمّة في ضوء الشمس.
كل لحظة عطاء صلاة،
وكل ابتسامة جسد للرحمة،
في قلبي، الحب يذيب الخوف،
وفي روحي، تصنع الحياة نورًا لا ينتهي.
عدنان الطائي
تعليقات
إرسال تعليق