حين يصبح القطيع كلاباً… والكلاب رعاةً للوهم
حين يصبح القطيع كلاباً… والكلاب رعاةً للوهم
بقلم عدنان الطائي
مقدمة:
نبذة معرفية
القول: "كلاب بوخنشة الماسوني
وكلاب بنجيعان الدجال" ليس من مأثور التراث، بل صياغة ساخرة وتهكمية
ابتُكرت لتعرية أتباع الوهم. فالأسماء رموز للخداع والعمالة، و"الكلاب"
مجاز للتبعية العمياء، بينما الماسوني إشارة إلى الغموض والمؤامرة، والدجال إلى
الزيف والباطل. إنها عبارة تهدف إلى فضح كثرة الأتباع الذين يتهافتون على خدمة
الباطل، متباهين بخضوعهم، وقد أضاعوا العقل والكرامة.
في المجتمعات التي تفقد بوصلتها القيمية
والفكرية، تكثر الجموع التي تتحول إلى ما يشبه قطيعاً يساق بلا وعي. هؤلاء لا يصنعون قراراً
ولا يملكون رأياً، بل ينجرفون خلف الشعارات الرنانة والوعود الكاذبة. إنهم يلغون
عقولهم طواعية، ليصبحوا مجرد أتباع يُستَخدمون كأدوات، أشبه بـ "كلابٍ"
تنبح عند الإشارة وتخضع لأوامر من يتقن فنّ التضليل.
يستغل الدجالون والطغاة
هذه الحالة لتمرير مشاريعهم، فيُقدّمون أنفسهم باعتبارهم منقذين، بينما هم في
الحقيقة يزرعون الوهم ويستثمرون في الجهل. فكلما ازداد القطيع اتساعاً، تضاعفت قوة
الزيف، وكلما اشتد نباح الأتباع، خفت صوت العقل.
الخطورة لا تكمن في
وجود "الماسوني" أو "الدجال" وحدهما، بل في وفرة من يتسابقون
على خدمتهما. هؤلاء الأتباع لا يختلفون عن نسخٍ متكررة بلا هوية، يفتخرون بخضوعهم
وكأنهم حققوا إنجازاً، وهم في الواقع لا يملكون سوى أن يكونوا أدوات مجانية في مشروع
الخديعة.
إن نقد هذه الظاهرة لا
يعني ازدراء الناس جميعاً، بل التحذير من ثقافة القطيع التي تُنتج أجيالاً تعيش
على الهامش، بلا قدرة على التمييز بين الحق والباطل.
نعم لابد ان نذهب نحو التحرر من الوهم.. فالتحرر
يبدأ من لحظة رفض التبعية العمياء، من سؤال بسيط: لماذا أتبع؟ ولمن
أُطيع؟ فكل عقلٍ يختار الحرية هو سلاح في وجه التضليل، وكل
فرد يجرؤ على قول "لا" هو حجر يُلقى في جدار الطغيان.
إن المقاومة الحقيقية ليست في السلاح وحده، بل في الفكر الحر، والكلمة
الصادقة، والوعي الذي يُسقط الأقنعة عن الوجوه المزيفة. وعندها فقط،
يتحول القطيع إلى شعبٍ حر، وتعود الكلاب إلى حجمها الطبيعي: مجرد نباح عابر أمام
زحف الحقيقة.
تعليقات
إرسال تعليق