حين تحررت أوروبا من سلطة الكنيسة.. حقيقة الثورة الفرنسية
حين تحررت أوروبا من سلطة الكنيسة.. حقيقة الثورة الفرنسية بقلم عدنان الطائي مدخل تحليلي حين نتأمل التاريخ، لا نكاد نفرّق بين نصٍّ كتب ليكون شاهدًا على عصره، وآخر كُتب ليكون سلاحًا بيد السلطة أو الأيديولوجيا. فالذاكرة الإنسانية ليست صفحة بيضاء، بل مرآة تتكسّر في وجوه متعدّدة، تعكس كل منها زاوية مختلفة للحقيقة. ومن هنا، وجدت نفسي إزاء ما قرأته عن الثورة الفرنسية، وما تبعها من مقالات في الفكر الماسوني والصهيوني، أمام ضرورة إعادة النظر: هل نحن أمام وقائع نزيهة أم أمام خلط متعمّد للأوراق؟ لقد حذّر ابن خلدون منذ قرون من أن التاريخ كثيرًا ما يُروى بغير أمانة، إمّا لميل الراوي، أو لرغبة السلطة، أو لتأويلٍ متعسّف يحمّل الماضي ما لا يحتمل. وهذا ما يجعل مهمة الباحث ليست ترديد ما قيل، بل تفكيكه، غربلته، وإعادة بنائه على أسس عقلية ومنهجية، بعيدًا عن التطرف في التأويل، وقريبًا من الإنصاف للحقيقة . إنني، إذ أخوض في هذه المقالة التحليلية النقدية، لا أبتغي تبرئة طرف أو إدانة آخر، بل وضع النقاط على الحروف، وتحديد ما هو ثابت وما هو ملفّق، بحيث نمنح التاريخ فرصته ليتكلّم بلسان الوقائع لا بل...