قصة قصيرة جدا جدا ما بعد الصمت
قصة قصيرة جدا جدا
ما بعد الصمت
كان يشعر بوجودها. رائحتها، أثر خطواتها، صدى ضحكتها في الجدران القديمة، تبعها في الممرات، كانت تسبق خطواته بخفة، يدور معها من غرفة إلى أخرى، يناديها… لا ترد، لم يصدقه أحد انها ماتت.. لكنه ما زال يسمعها تناديه. حتى أدرك متأخراً: أن الموت لا يُنهي الحضور، بل يحرره من الجسد، وأن الأرواح… تبقى إن لم تجد وداعاً. كانت هنا حين دخل القصر لأول مرة منذ سنوات. رأى الفستان الأبيض يمر كالنسمة أمامه. سمع خطواتها تهمس على البلاط. لحق بها… لكنها اختفت. فقالت له الخادمة: "لكنها دفنت في الحديقة، أنت من دفنها بيدك." ارتجف. هل كانت هنا؟ أم أنه ما زال لم يغفر لها؟
عدنان الطائي
تعليقات
إرسال تعليق