ملحق للمقالة المنشورة سابقا تحت عنوان (تقرير تحليلي: الصراع الإيراني الإسرائيلي – الدين السياسي والمصالح الدولية) عراة على خشبة المسرح: الطائفيون والمتاجرون بالإنسانية بقلم: عدنان الطائي
ملحق للمقالة المنشورة سابقا تحت عنوان (تقرير تحليلي: الصراع الإيراني الإسرائيلي – الدين السياسي والمصالح الدولية)
عراة على خشبة المسرح: الطائفيون والمتاجرون
بالإنسانية
بقلم: عدنان الطائي
في هذا العالم المنقلب
على رأسه، لا يكفي أن تصرخ لتُسمع، بل عليك أن تخلع عن كل "قداسة"
ثيابها لتُري الشعوب من الذي يذبحها باسم الدين، ومن يضحك على مأساتها باسم
الإنسانية. لقد أصبح الصراع بين إيران وإسرائيل مثالًا فجًّا على كارثة مركبة:
تطرف ديني من جهة، ونفاق إنساني من جهة أخرى، وتواطؤ دولي لا يخجل من نفسه.
أولًا: الطائفيون – سماسرة
الجنة على الأرض
إيران لا تقاتل دفاعًا
عن المظلومين، بل تسعى لتصدير نموذجها الطائفي على أنه خلاص البشرية، وهي لا ترى
في الشعوب إلا أدوات تُساق إلى الحرب بفتوى. إسرائيل لا
تدافع عن وجودها، بل تسعى لتكريس فكرة "شعب الله المختار" بالقوة، ومن
يعارضها تُلصق به تهمة معاداة السامية، بينما تمارس أبشع أنواع الفصل العنصري. هؤلاء ليسوا رجال دين... بل تجّار دماء في معابدهم، يقايضون الأرواح
بالأسلحة والنفوذ، ويكتبون صكوك الجنة لمن يقتل أكثر.
ثانيًا: الإنسانيون الزائفون –
تجار الكلام
أين الأمم المتحدة؟ أين المنظمات الدولية التي
تتقيأ البيانات المكررة كلما اشتعلت حرب؟
- واشنطن تتحدث عن
السلام وتبيع السلاح.
- أوروبا تذرف
دموعًا على الأطفال، ثم تستقبل مجرمي الحرب في مؤتمراتها.
- روسيا والصين تملأان الشاشات بخطاب ضد
الهيمنة، بينما تساهمان في صفقات تُبقي الشعوب تحت الأنقاض.
الإنسانية في زمنهم
ماركة تجارية تُستخدم لتبييض الجرائم أو تمرير المصالح، وحقوق الإنسان لا تُطبَّق
إلا على من يخدم أجنداتهم.
ثالثًا: الشعوب بين مطرقة
القداسة وسندان الكذبة
بين هؤلاء جميعًا، تقف
الشعوب الضعيفة حافية، جائعة، ممزقة. تُجند
أطفالها في الحروب باسم الجنة، وتُسكّن آلامها بتصريحات دبلوماسية كاذبة. الفقر ليس مصادفة، والجهل ليس قدرًا. إنه صناعة
ممنهجة يقوم عليها الطائفيون من جهة، والمتاجرون بالحرية من جهة أخرى.
رابعًا: رسالة إلى الشرفاء في
العالم
أيها الشرفاء، كفّوا عن
الحياد الجبان، فالسكوت في هذه اللحظة خيانة. لا تقفوا في
المنتصف بين القاتل والقتيل، لأن "المنصف" في هذه الحالة مجرد شاهد زور. اتركوا خوفكم ومصالحكم، وانحازوا إلى الحق، ولو بكلمة، قفوا مع
الإنسان... لا مع من يذبحه باسم الدين، أو يدفنه باسم السلام.
خاتمة: لا كرامة لعالم بلا
صرخة حق
لن تعود الأرض طاهرة ما
دامت تحكمها عمائم تغرق في الدم، أو بدلات أنيقة تُخفي في جيوبها خناجر. ولا مستقبل لنا ما لم نُعرّ هؤلاء جميعًا أمام التاريخ، ونفضح نفاقهم
أمام كل ضمير لم يُطفأ بعد.
فيا أيها القارئ... لا تكن وقودًا لحربهم.
كن سيفًا في وجههم، ولو بكلمة.
تعليقات
إرسال تعليق