الصحوة الزائفة: حينما يرفع القاتل راية الإنسانية ) العيب في التطبيق لا في النظرية)

 

الصحوة الزائفة: حينما يرفع القاتل راية الإنسانية

) العيب في التطبيق لا في النظرية)

"لا تقتلني باسم الحرية او الدين: حينما تصبح النظريات النبيلة أدوات للهيمنة"

مقدمة:

  كثيرًا ما تُرفع شعارات مثل "حقوق الإنسان"، "الديمقراطية"، و"العدالة الدولية" في عالم اليوم، خاصة من قبل الدول الغربية العلمانية. لكن السؤال الذي يجب أن يُطرح بجرأة هو: هل هذه المبادئ تُطبق فعلاً؟ أم أنها تُستخدم كأدوات لخدمة مصالح سياسية واقتصادية؟ هذه الورقة تثبت أن المشكلة ليست في النظرية، بل في التطبيق المنحرف، وخصوصًا من قبل الأنظمة التي تدّعي الدفاع عن الإنسانية بينما تمارس أبشع الجرائم ضد الإنسانية.

أولًا: العلمانية الغربية ودعم الاحتلالات – تناقض صارخ

1.  العلمانية كنظرية:

 تهدف إلى فصل الدين عن الدولة، واحترام الحريات، والمساواة بين المواطنين بغض النظر عن معتقداتهم. نظريًا، العلمانية تمنع التمييز الديني أو العرقي.

 .2       لكن الواقع؟

  • فرنسا وبريطانيا: استعمرتا معظم العالم العربي، قسّمتا البلاد، قتلت شعوبًا، ونهبت ثروات.
  • الولايات المتحدة: تدخلت عسكريًا في العراق وأفغانستان وليبيا وسوريا واليمن، تحت شعارات الحرية، لكن النتيجة كانت دمارًا شاملًا.
  • دعم "إسرائيل": الغرب العلماني يزود الكيان الصهيوني بالسلاح، المال، والدعم السياسي، رغم ارتكابه جرائم حرب موثقة) حسب تقارير الأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية Amnesty International، وهيومن رايتس ووتش(.

الدليل؟

  • في عام 2023، قُتل أكثر من 30 ألف فلسطيني في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، بأسلحة غربية (مصادر: BBC، The Guardian، Al Jazeera)
  • تقارير الأمم المتحدة تتهم إسرائيل بانتهاكات جسيمة، لكن لا تُفرض عقوبات، والفيتو الأمريكي يحميها دومًا.

ثانيًا: الاشتراكية بين النظرية وسقوط التطبيق

. 1 الاشتراكية كنظرية:

  تقوم على العدالة الاجتماعية، توزيع الثروات، إلغاء الطبقية، وتوفير حقوق التعليم والصحة والسكن للجميع.

. 2 في التطبيق:

  • الاتحاد السوفيتي شوه الفكرة عبر الاستبداد، القمع، ومعسكرات التعذيب.
  • التطبيق السلطوي قضى على الحرية الفردية، مما أدى إلى الانهيار.

الخلاصة: النظرية سامية، لكن غابت عنها الرقابة والمؤسسات الديمقراطية، فتحولت إلى ديكتاتورية.

ثالثًا: الإسلام كنظرية عدل وسلام – شوهه التطبيق السياسي

1 .الإسلام كنظرية:
دين يحرّم القتل، ويأمر بالعدل، ويكفل حقوق المرأة، والأقليات، والعبيد، بل وحتى البيئة.

"مَن قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا" – (سورة المائدة: 32) 

. 2 أما التطبيق السياسي؟

  • الدواعش قتلوا وسبوا وقطعوا الرؤوس باسم "الخلافة"، وهم أبعد الناس عن الإسلام.
  • أنظمة فاسدة تحكم باسم الدين لكنها تنهب، وتقمع، وتسجن الأبرياء كالسعودية وإيران والإمارات وقطر وتركيا.
  • علماء السلاطين برروا الاستبداد، فصارت العمامة أداة قمع لا وعي.

رابعًا: الليبرالية الغربية – النظرية نبيلة، التطبيق انتقائي

.1 الليبرالية كنظرية: تحمي حرية الرأي، المساواة، حرية الصحافة، وحقوق الإنسان.

. 2 في الواقع؟

  • تُمنح الحرية لمن يوافق المصالح الغربية، ويُسحق من يعارضها.
  • دعم الانقلابات ضد أنظمة ديمقراطية حقيقية (مثل مصر 2013).
  • تواطؤ إعلامي مع الأنظمة القمعية إن كانت حليفة للمصالح.

خامسًا: ازدواجية المعايير – الصحوة الزائفة

الغرب يدّعي الصحوة الإنسانية:

  • يرفع علم "حقوق الإنسان"،
  • يتحدث عن حرية المرأة في إيران وأفغانستان،

لكنّه يصمت تمامًا عن:

  • قتل الأطفال في غزة واليمن،
  • تعذيب المعتقلين في سجون عربية موالية له،
  • استغلال العمال المهاجرين في الخليج،
  • سلب الثروات بإبرام اتفاقات إذعان نفطية أو تصدير الأسلحة بالتعاون معد دول ثيوقراطية وعنصرية وطائفية

خاتمة: الحقيقة الصادمة

   العيب ليس في الإسلام، ولا في الاشتراكية، ولا في الليبرالية، ولا في العلمانية. العيب فيمن طبقها بمنطق الغنيمة، والتعصب والجهل، لا القيم. العالم اليوم بحاجة إلى ضمير إنساني موحد، لا لشعارات تُرفع نهارًا وتُداس ليلًا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العربية واللغات الأخرى: تفوق لغوي أم تأثر متبادل؟

العنوان: بين العقل والعدم: رحلة فلسفية وعلمية لإثبات وجود الله

التقسيم البشري على أساس أولاد نوح: دراسة نقدية