مرارة التنازل عن الحقوق مقابل وصفك بالاعتدال

 

مرارة التنازل عن الحقوق مقابل وصفك بالاعتدال

عبارة تُضيء مفارقة مؤلمة بين ما يُسمّى "الاعتدال" في الخطاب السياسي أو الاجتماعي، وبين التنازل الممنهج عن الحقوق تحت ذريعة التهدئة أو الواقعية. إن المطالبة بالحقوق لا يجب أن تُقدَّم كـ "تطرف"، كما لا يجب أن يُكافأ من يرضى بالقليل أو يتراجع عن حقه بوصفه "عقلانيًّا.

   هذا النص يُعري ميزان القوى حين يختل، وحين يُعاد تعريف القيم والمبادئ وفق مصالح الأقوى، لا وفق ميزان العدل وتثبيت فكرة أن الحق لا يُستجدى، بل يُنتزع، وأن الكرامة ليست تفاوضًا، بل مبدا.. من هنا يتطلب من صاحب الحق ان يسال إلى متى يُطلب منه أن يصمت ليبدو معتدلاً؟ ومتى نُعيد الاعتدال إلى معناه الحقيقي بالقول(لا للظلم، نعم للكرامة.)

 حين يُشترط عليك التنازل عن الحقوق لكي تُوصف بالاعتدال فَاعلم أن الميزان لم يعد ميزان عدل، بل ميزان قُوة يُعيد تعريف المفاهيم على هواه. وعندما يُطالَب صاحب الحق بالتراجع ليُقال إنه معتدل، فاعلم أن الاعتدال قد أصبح غطاءً للضعف، وأن الحقوق لا تُمنَح لمن اعتاد التفاوض عليها. لا تُخدعوا بمفردات تُجمّل الخضوع، ولا تجعلوا من "التهدئة" اسماً آخر للتنازل. المطالبة بالحق ليست تطرفاً، بل شرفا، والسكوت عن الظلم ليس حكمة، بل استسلاما.

وهناك في زوايا التاريخ اقتباسات تدعم المعنى:

🔹 الساكت عن الحق شيطان أخرس (حديث نبوي شريف)
🔹 الحقوق لا تُطلب، بل تُنتزع (جان جاك روسو)
🔹 الحرية لا تُعطى، بل تُؤخذ (مصطفى لطفي المنفلوطي)

#الحق_لا_يموت
#
لا_تنازل_عن_الحقوق
#
الاعتدال_الحقيقي
#
كرامة_ووعي

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العربية واللغات الأخرى: تفوق لغوي أم تأثر متبادل؟

العنوان: بين العقل والعدم: رحلة فلسفية وعلمية لإثبات وجود الله

التقسيم البشري على أساس أولاد نوح: دراسة نقدية