نداء من القلب إلى كل وطني حرّ: كفى صمتًا!


نداء من القلب إلى كل وطني حرّ: كفى صمتًا!

نداء من مثقف عراقي – عدنان مهدي الطائي

أيها الشعب العراقي الكريم،

يا أبناء الرافدين،

يا من صبرتم طويلاً، وحملتم الأمل رغم القهر والمآسي، نخاطبكم اليوم من عمق الجراح، لا نبثّ شكوى، بل نرفع نداءً وطنيًا جامعًا، بعد أن صار السكوت خيانة، والصبر على الفاسدين خذلانًا للمستقبللقد أصبحت الدولة مختطفة بيد من لا يؤمن بوطن، ولا يعرف شرف الخدمة العامةحكومة وُلدت من صفقة بين محتلّين، تتحكم بها أحزاب طائفية، لا مشروع لها سوى نهب المال العام، وقتل الهوية الوطنية، وتمزيق النسيج الاجتماعيباسم الدين يسرقون، وباسم المظلومية يقتلون، وباسم الديمقراطية يسنّون قوانين لحمايتهم من المحاسبة ..يرتدون العمامة، ويبعدون المثقفين، ويحاربون النبلاء، لأنهم لا يخدمون "المسرحية الكبرى" التي يسمونها دولة، وهي في حقيقتها سوق لنهب خيراتكم وتزييف وعيكمأما الإنجازات؟ فهي فتات بنى تحتية لا تُغني ولا تسمن، مجرد واجهة إعلامية تخفي وراءها الانهيار الصحي، التربوي، البيئي، والقيميوأما الحريات؟ فقد تُركت فقط للمحتوى الهابط والمخدرات الرقمية، بينما يُحارب الفكر، ويُقمع الصوت الحر، وتُغتال الكلمة النزيهة.  فما العمل؟ لا نطلب المستحيل، بل نعلن ما يجب أن يكون:

·        نحو وعي وطني شامل: يعيد تعريف العراق كدولة مواطنة، لا طوائف.

·        نحو مشروع مدني ديمقراطي حرّ: قائم على الكفاءة، لا المحاصصة.

·        نحو تحالف النخبة والمثقفين والمخلصين: لبناء نواة وطنية تقود التغيير وتؤسس للثقة من جديد.

·        نحو كسر حاجز الخوف والصمت: فكل من يسكت عن الظلم شريك فيه، وكل من يتفرج على خراب بلده دون أن يرفع صوته، فهو يخذل التاريخ.

أيها الأحرار،

العراق لا يُبنى بالأمنيات، بل بأيدينا نحن. فلنرفض الذل، ولنؤمن أن التغيير يبدأ من كلمة حق، وموقف شجاع، وخطوة أولى في طريق الألف ميل. فلنكن تلك الخطوة. والله معنا.

عدنان مهدي الطائي

مثقف عراقي مستقل

6 نيسان 2025

  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العربية واللغات الأخرى: تفوق لغوي أم تأثر متبادل؟

العنوان: بين العقل والعدم: رحلة فلسفية وعلمية لإثبات وجود الله

التقسيم البشري على أساس أولاد نوح: دراسة نقدية