الندم


الندم

عدنان مهدي الطائي

دعِ اللومَ، فما عادَ للومِ نفعُ
وحبُّك في قلبي ما زالَ بهِ وجعُ

هي الأقدارُان سطّرتْ دروبَنا
فَخَفِّفْ عنكَ، ما عادَ ينفعُ الجَزعُ

أيّها القلبُ، لا تَبكِ حُبًّا قد مضى
ففي العشقِ... كم عاشَ فينا مُنتقِمُ

بالأمسِ كنتَ عزيزًا، عالي الهِممِ
واليومَ صرتَ أسيرَ الحزنِ والألمِ

لولا قضاءُ اللهِ، وما شاءهُ الزمنُ
لَما عرفتَ العِشقَ، ولا ذُقتَ المحنُ

فالحبُّ يغسلُ القلبَ من أدرانهِ
ولا يقطعُ حبلَ الودِّ، ولا الرَّحمُ

تبقى الروحُ في جنانِ العِشقِ سارحةً
يُلهبُها دعاءُ قلبٍ نطقَهُ فمُ

وحبُّكَ في أعماقي نبيذٌ مُسكرٌ
وحالُ العاشقينَ... شوقٌ وسقمُ

حزنُكَ يُرهقني
ووجعُك يفتكُ بي

ومن ظُلمِكَ... أنا المُعذَّبُ

فلا تَجُرْ عليَّ، لا تَزِدْ كَمَدي
أنا لَنْ أخونَ القَدَرَ، بل بكَ أعتصِمُ

أجهلُ من أنا
معكَ أُعيدُ كتابةَ تاريخي

بِلُغةٍ تُحاكي حسي

لم أكتبْ لِسِواكَ... إلّا ما غَفَرَ القَلَمُ

رغمَ أني لا أعرفُكَ
إلا طيفًا... يَزورُ وهمي

أجهلُ عنوانَك

وبأيِّ طريقٍ أهتدي أو أحتكمُ

فلا سبيلَ إليك يهديني
وروحي... نالها السَّقَمُ

أجهلُ اسمَك
تاهتْ أبجديّاتي

وتبعثرتْ كُتُبي ومدوّناتي

وصِرتُ نَسيًا، أو شَذَرًا من الصَّرَمِ

لا الماضي يدلّني إليكَ
ولا الحاضرُ في عيوني ينجلي

سأبوحُ للناسِ بسري
رغمَ جهلي، رغمَ صمتي، وتكتّمي

علّني أراكَ بينَ يقينٍ وظنِّ

عرفتُكَ من نافذةِ جنوني
وأحببتُكَ... وأنا في وهمي

فلا تستغربْ من هذياني
أنا لا أخشى الحُبَّ

بل أخافُ فِقدَكَ يمزّقُ روحي

وجسدي يتجاهل قبري

سأمارسُ الحياةَ بلا حياةٍ
وسأكتبُ سوى هذيانِ وجعي

فلا تؤاخذني،
وأنا في ضعفي، في قلّةِ حيلتي، وفي سقَمي
...

 

 

 

  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العربية واللغات الأخرى: تفوق لغوي أم تأثر متبادل؟

العنوان: بين العقل والعدم: رحلة فلسفية وعلمية لإثبات وجود الله

التقسيم البشري على أساس أولاد نوح: دراسة نقدية