اعترافات الرئيس الامريكي ترامب
اعترافات رئيس:
العرب يُمولون موتاهم!
ويهدمون أوطانهم بأيديهم
اقتلوا أنفسكم ونحن نشتري التوابيت
اموالكم في جيب اسرائيل
1. مقدمة مختصرة تتناول ما نُسب إلى ترامب وملخصًا لأهم ما ورد
فيه.
2. تحليل نقدي لمحتوى المقال ومدى صحته أو مبالغته.
3. مقال توعوي تحليلي ختامي يتناول الرسائل الأعمق التي يمكن استخلاصها
المقدمة:
انتشر على مواقع
التواصل الاجتماعي مقال طويل نُسب إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب،
يتضمّن تصريحات صادمة تزعم أنه اعترف فيها بمؤامرة عالمية تُدار منذ قرون لتدمير
الأديان، والسيطرة على ثروات الشعوب، خاصة في العالم العربي، من خلال استغلال
الحروب والطائفية. كما يظهر ترامب في هذا النص وكأنه يعترف بدون خجل بأن أمريكا لا
تحكمها قيم أو أخلاق، بل المال والمصالح، وأنها تتحول إلى شركة لا تهتم بمن يموت
طالما تحقق الأرباح. من أبرز ما جاء في هذا
النص:
- العالم يُدار منذ 400 عام لنصل إلى سيطرة
الدولار.
- انهيار الدين وإحلال العلمانية والمال
بدلاً عنه.
- أمريكا اليوم شركة وليست شرطيًا عالميًا.
- العرب يُمولون إسرائيل بطريقة غير مباشرة.
- النظام العالمي لا مكان فيه للأخلاق ولا
للأديان.
- المنطقة العربية هي الأسهل للهدم
والسيطرة.
تحليل مدى صحة هذا
المقال ونقده
أولاً:
التحقق من صحة المصدر
لم يصدر عن ترامب أي
تصريح رسمي أو مسجل يحتوي هذه العبارات. لا عبر الإعلام الأمريكي، ولا عبر
مقابلاته المعروفة، ولا عبر كتبه أو مذكراته مثل The Art of
the Deal أو Our Journey
Together. النص المتداول أقرب إلى
نص أدبي/تحريضي مفبرك يُركب على لسان ترامب من أجل توصيل رسالة سياسية معينة. وقد
تم تداوله منذ سنوات عدة بنسخ مختلفة تُنسب أحيانًا لترامب، وأحيانًا لآخرين، دون
دليل موثق.
ثانيًا:
الأسلوب غير مطابق لشخصية ترامب
ترامب رغم صراحته
واندفاعه في بعض الأحيان، لم يتحدث يومًا بهذه الصيغة
"الفلسفية-التاريخية". اللغة المستخدمة في المقال تتضمن تركيبًا لغويًا
عربيًا ثقيلًا فيه وعظ وتحليل تاريخي لا يشبه أسلوب ترامب المعروف بالبساطة
والاختصار والتركيز على الإنجازات والتفاخر الشخصي.
ثالثًا:
المضمون فيه مبالغات ومغالطات
- الادعاء بأن "الدين انتهى
عالميًا" ليس دقيقًا؛ فالدين لا يزال عنصرًا فاعلًا في السياسة والمجتمع
(مثل الصهيونية الدينية، المسيحية الإنجيلية، الإسلام السياسي).
- القول إن أمريكا “لا تحكمها الأخلاق
إطلاقًا” مبالغ فيه ويغفل عن تعقيد المؤسسات الأمريكية وتعدد القوى التي
تتحكم في قراراتها (الكونغرس، القضاء، الإعلام، الرأي العام...).
- تصوير العرب بأنهم "لا يستحقون
الوجود" فيه عنصرية مرفوضة تُناقض حتى سياسة أمريكا الرسمية في دعم
الاستقرار بالشراكة مع الدول العربية.
- تصوير أمريكا كشركة فقط تجاهل لدورها في
التحالفات الدولية، القانون الدولي، ودور منظمات المجتمع المدني داخلها
وخارجها.
مقال تحليلي توعوي: ما
وراء النص
سواء كان هذا النص
حقيقياً أو مفبركاً، فإن انتشاره يدل على حالة من اليأس والشك وانعدام الثقة في
العالم العربي تجاه النظام الدولي، وخصوصاً تجاه الولايات المتحدة. ومن المهم أن
نتأمل هذا الانتشار لا على أنه "اعترافًا مرعبًا" من ترامب، بل على أنه
مرآة لانكساراتنا نحن، وشعورنا العميق بالخذلان والهزيمة والفرقة.
بدلاً من أن نسأل: "هل قال ترامب ذلك؟" فلنسأل: لماذا نُصدق أن هذا الكلام صحيح، وترامب صاحب الصفقات؟ ماذا حدث لنا كي نرى أنفسنا بهذه الصورة السوداوية؟ لماذا يظل الخطاب التآمري مقنعًا لجماهير واسعة؟ ربما لأننا بالفعل نشهد واقعا مؤلمًا:
- أنظمتنا تُنفق على التسليح أكثر مما
تُنفق على التعليم.
- إعلامنا يُقسمنا على أساس الطائفة والجنس
والدين.
- ثرواتنا تُستنزف بلا مشروع قومي أو نهضة
شاملة.
لكن هذا لا يعني أن
"المؤامرة هي السبب الوحيد"، بل يجب أن نعترف بمسؤوليتنا نحن أيضًا.
نحن من فشلنا في بناء نموذج حضاري حديث يوازن بين الهوية والحداثة، بين
الإيمان والعقل، بين السيادة والتكامل.
خاتمة
سواء قال ترامب هذا
الكلام أم لا، فإن الرسالة الأهم ليست في كلماته، بل في واقعنا نحن.
التغيير لا يأتي من اعترافات الأعداء، بل من وعي الأصدقاء، وإصرار الشعوب
على الكرامة والمعرفة والنهوض من الداخل.
تعليقات
إرسال تعليق