ميراث من وجع
من وحي اقتباس نور هزبر عن مقولة محمد خالد توفيق
ميراث من وجع
حوار بينه وبينها، حيث لا شيء سوى الصمت المعلّق بين سؤال ودمعة.
هي:
لماذا لا نفكّر في الزواج؟
أن نبني بيتاً… أن ننجب طفلاً يشبهنا، أو ربما أجمل؟
هو:
أجمل؟
وما فائدة الجمال إن وُلد من رحم الخيبة؟
الناس يجب ألا يتزوجوا فقط لأنهم وحيدون…
بل لأنهم يملكون شيئاً يستحق أن يُهدى للحياة.
طفلاً… يكون أجمل منا، أنقى، أعمق…
طفلاً لا يرث خيباتنا، ولا يسكن في جراحنا.
هي (بدهشة):
ألا ترى أن في كلامك تشاؤماً؟
أين الأمل؟ أين الشغف؟
هو (بهدوء حزين):
ليس تشاؤماً، بل صدقٌ مؤلم.
ما جدوى أن يتزوج الشقاء من التعاسة؟
أن يعقد الهباب قرانه على الطين؟
ما الجديد الذي سنضيفه للعالم؟
طفل آخر يسير في الدرب ذاته…
يرث دمعنا، ويُولد ليبحث عن جدوى الحياة من رمادنا؟
هي (تقترب منه):
ربما نمنحه الحب، نمنحه فرصة للفرح…
هو (ينظر بعيداً):
إن كان كل ما نملكه هو الوجع، فبأي حق نمنح الحياة لمن لم يطلبها؟
ربما لست متشائماً كما تظنين…
ربما أنا فقط… رجلٌ اعتاد البؤس،
حتى صار يرى الجمال وهماً لا يليق به.
هي (بصوت خافت):
أهذا قرارك… ألا تورث الحياة سوى الصمت؟
هو (بابتسامة موجوعة):
بل أختار ألا أضيف وجعاً جديداً إلى ميراث من وجع.
عدنان الطائي
تعليقات
إرسال تعليق