المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2025

فلسفة القصيدة النثرية المقفاة وأسباب ظهورها

صورة
       لطالما كان تطور الشعر العربي مرتبطًا بالتحولات الثقافية والفكرية، حيث لم يكن الشعر مجرد فن، بل كان انعكاسًا للوعي الجمعي وتعبيرًا عن روح العصر. وفي هذا السياق، برزت القصيدة النثرية المقفاة كظاهرة أدبية تثير التساؤلات حول علاقتها بالشعر الموزون والشعر الحر، وما إذا كانت تمثل امتدادًا طبيعيًا للتطور أم مجرد خروج عن القواعد التقليدية. جذور التحول الشعري    عند تناول جذور هذا التحول، لا يمكن إغفال التأثير العميق للشعر الأوروبي، خاصة الإنجليزي، على مسار التجديد الشعري العربي. فقد جاء الشعر الحر، كما ظهر عند بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي، كرد فعل على النمط التقليدي للقصيدة العمودية، لكنه لم يتخلص تمامًا من سلطة العروض العربي، حيث اعتمد على وحدة التفعيلة بدلاً من وحدة البيت.     ومع مرور الزمن، ومع تصاعد تيارات الحداثة، ظهر اتجاه يدعو إلى كسر جميع القيود الشكلية التي تحدّ من حرية الشاعر، مما أدى إلى ظهور قصيدة النثر ككيان مستقل، يتجاوز الوزن والتفعيلة، لكنه يظل متمسكًا بروح الشعر من خلال الإيقاع الداخلي والصور ...

الدولة العميقة: شبكة الهيمنة بين الفساد والقمع.. وأين موقع الفقراء منها؟

صورة
       الدولة العميقة هي مفهوم يشير إلى شبكة غير رسمية من المؤسسات والجهات الفاعلة داخل الدولة، التي تعمل من وراء الكواليس للحفاظ على السلطة والتأثير على القرارات السياسية والاقتصادية، بغض النظر عن تغيّر الحكومات الرسمية. هذه الشبكة قد تتكون من عناصر في الجيش، المخابرات، القضاء، الأجهزة الأمنية، رجال الأعمال، والإعلام، الذين يسعون للحفاظ على مصالحهم ونفوذهم.  أصل الدولة العميقة وغاياتها      ظهر المصطلح في تركيا خلال تسعينيات القرن العشرين، عندما كُشف عن وجود شبكة داخل الدولة (عرفت باسم "جناح غلاديو") تعمل لحماية النظام من أي تهديدات، سواء كانت خارجية أو داخلية، لكن بأساليب غير قانونية. وانتشر لاحقًا ليشمل أنظمة أخرى في الشرق الأوسط، أوروبا، وحتى الولايات المتحدة، حيث يُستخدم لوصف القوى غير المنتخبة التي تتحكم في السياسات بعيدًا عن الديمقراطية الحقيقية.  هل الدولة العميقة نزيهة أم أداة هيمنة؟  🔹 إذا نظرنا إليها من زاوية إيجابية، فقد تكون الدولة العميقة ضرورية أحيانًا لاستقرار الدول في مواجهة التغيرات المفا...