العلاقة الجدلية بين الهوية وسلبيات الحداثة
المبدع الذي يستوعب الماضي ويتمثله أولا ثم يتجاوز نحو الحاضر بكل جديد لازم في عملية تشكيل الفكر هي جزء من عملية أوسع في إعادة تشكيل الحياة المجتمعية العامة . وباختصار فالحداثة الغربية في فلسفتها تقوم أساسا كثورة على مبدأ الأصل الثابت والتام ، وهذه من سلبيات الحداثة في مواجهة معضلاتها والتي تأتي في طليعتها إشكالية العلاقة بين الحداثة والهوية في الفكر والثقافة . ومن خلال المسيرة المتعرجة للحداثة العربية على سبيل المثال ، واجهتها وماتزال إشكالية العلاقة بالهوية حيث وضعت هذه الأخيرة بالمواجهة معها ليبرز السؤال عن مدى صحة الفصل بين الهوية والحداثة واعتبارهما قطبين متناقضين . فالهوية لا تكمن في التعبير التراثي عن تجربة الشعوب فحسب ، بل تكمن أيضا في التغيير المستمر والحركية الدائمة اللذين يصبغان التجربة الحياتية على الصعيد الثقافي والسياسي والاجتماعي للشعب ، فالهوية ليست مفهوما مرتبطا فقط بماضي الشعوب ، بل هو في الوقت نفسه تأكيد على الحضور وفعاليته في الحاضر المتجه نحو المستقبل . وذلك من خلال شبكة علائقية تربط تجليات حضارة شعب في تفاعلها مع حضارات أُخرى . حيث لا نجانب الصواب إذ...